2010/06/22

العملاء و اليافطة الخشبية

وضع المحامي ذو الشهرة المحدودة و الحس الوطني الغير محدود قدح القهوة الخاص به على المنضدة بعد أن أخذ منها بضعة رشفات سريعة و حدق في الجريدة و ما تحملة من خبر سار، فأحد لاعبي منتخب مصر بصدد الإنتقال للإحتراف في إحدى الدوريات الأوروبية. خبر كهذا ممكن أن يسعد الكثيرين ممن يحبون كرة القدم، لكن صديقنا المحامي كان أكثر فرحا من هؤلاء، فالفريق الجديد للاعب به لاعب إسرائلي و بالتالي فلا مانع من رفع قضية على اللاعب المصري بدعوى عدم وطنيته و تخابره مع الصهاينة و من ثم المطالبة بسحب الجنسية المصرية منه بعد أن لوثها بإحترافه المشبوه هذا. اصلا حتى لو ألغي الإتحاد الأفريقي لكرة القدم جميع الأهداف التي أحرزها اللاعب العميل بإسم منتخب مصر و ما يتبعه من فقد المنتخب لبعض الألقاب التي حصل عليها مؤخرا فهذا لا يهم إطلاقا، فلتزهب تلك الألقاب الملطخة بدمائنا و عبراتنا إلى الجحيم. أخرج المحامي هاتفه النقال و هم برفع دعواه التي ستثبت للجميع حرصه على هذا الوطن و وطنيته التي لا يوجد من يقوى على التشكيك بها، و لا بأس من بعض الشهرة أيضا، لكنه صدم حين عرف أن هناك من سبقة و قام بالفعل في رفع القضية و فوت عليه فرصة عمره.

وضع الريجيسير السينمائي ذو الشهرة المحدودة و الحس الوطني الغير محدود قدح القهوة الخاص به على المنضدة بعد أن أخذ منها بضعة رشفات سريعة و حدق في الورقة التي في يده بعد أن أضاف إليها إسم أخر ممثل قام بالتمثيل في فيلم به ممثل أو ممثلة إسرائيلية لينضم إلى زملائة في القائمة من الممثلين العملاء فمنهم من صور فيلما في بلد أوروبية و تصادف مرور شخص إسرائيلي في خلفية إحد الكادرات، و منهم من دندن في إحدى لقطات فيلمه الأخير بلحن شهير لمطربة إسرائيلية راحلة إلى أخر هؤلاء الممثلين المتصهينين. أخذ صديقنا الريجيسير قائمته السوداء للممثلين العملاء و هم بالذهاب لتعليقها على باب النقابة حتى يقاطع الجميع هؤلاء الممثلين المشبوهين.

وضع المناضل الثوري ذو الشهرة المحدودة و الحس الوطني الغير محدود قدح القهوة الخاص به على المنضدة بعد أن أخذ منها بضعة رشفات سريعة و حدق في شاشة الكمبيوتر و ما تحملة من معلومات سارة، فتلك الرسالة على تويتر جائت لتؤكد له شكوكه القديمة، فوائل عباس أو هؤلاء ممن قد يدعون أنهم يحاولوا تفنيد مزاعم الآلة الإعلامية الإسرائيلية و نقل وجهة النظر العربية للعالم هم في واقع الأمر حفنة من العملاء و الجواسيس و المشبوهين.

وضع العالم المصري ذو الشهرة المحدودة و الحس الوطني الغير محدود قدح القهوة الخاص به على المنضدة بعد أن أخذ منها بضعة رشفات سريعة و نظر إلي فوهة مسدسه قبل أن يصوبها إلى رأسة و يردي نفسا قتيلا. فهو قد أفني عمره محاولا إيجاد حلول بديلة لإنتاج طاقة نظيفة و رخيصة لكن بحثة قد قوبل بالرفض أخيرا، ليس لعدم جدواه أو لوجود بعض الثغرات العلمية به، لكن لأن إحدى النظريات التي بني عليها بحثه هي لعالم إسرائيلي المولد. الطريف أن عالمنا المصري هذا طالما نادى بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية و لكن برجماتيته و إيمانه بأن العلم لا وطن له قد وضعة في النهاية داخل إطار العمالة، أو قل الخسة و النذالة إن شئت. و مع دوي الرصاصة القاتلة دوت هتافات أكثر صخبا قادمة من الشارع

الموت لكل هؤلاء العملاء ... و الحياة، كل الحياة لليافطة الخشبية و ما عليها من شعارات جوفاء.

تمت

********

ملحوظة، إختلطت في رأسي الأحداث و الوقائع بالهلاوس و الخيالات لذا يصعب علي تحديد أين هي الأحداث الواقعية و أين هي تلك الأحداث التي إختلقتها من وحي خيالي