2011/03/05

أوف تو أمن الدولة

كنت - مثل الكثيرين غيري - قد فقدت الأمل في تغيير نظام مبارك قبل الثورة، لكن ذلك لم يمنعني من التمتع بأحلام قد تبدو مستحيلة وقتها، فأشياء كمنع الرئيس من السفر و نقده اللازع على صفحات الجرائد الحكومية و إعتقال رموز نظامه، كلها كانت أشياء لا يمكن أن يتصورها عقل، لكنها لو راودتني في أحد أحلامي حين ذلك، فبالتأكيد كنت سأستمر في الحلم بغرض الإستمتاع.

أما الذي لم يكن يمكنني حتى الحلم به أبد، هو أن أرى أحدهم على تويتر يقول أنه في طريقه إلى أمن الدولة، ثم يتمادى في سريالية الموقف بأن يتبعها بإبتسامة. و كانت مداهمة المتظاهرين في الأسكندرية لمبنى أمن الدولة هناك قرابة الفجر و تفتيشة و ربما إعتقال من بداخله، و كانها صورة معكوسة في المرآة لما كان يتم قبل الثورة، هي بمثابة البداية لتلك الأحداث السريالية الجميلة. كل سخريتنا و قفاشتنا منذ إندلاع شرارة الثورة لا يمكنها أن تضاهي سخرية موقف كهذا، موقف بات في الناس ينسقون فيما بينهم على صفحات التويتر و الفيسبوك للذهاب لمكان كان يثير الرعب في أنفسنا، ربما أكثر من جهنم نفسها.

عموما دعوني لا أطيل في التحليلات و رصد التطورات و الأحداث هنا، فأنا الآن أريد أن أستمتع بتلك النشوة التى كانت في يوم ما محرمة.

ليست هناك تعليقات: