2011/11/25

أصوت ولا أقاطع

بدأ الأمر ببعض التغريدات على موقع تويتر والتي تحث على مقاطعة الإنتخابات البرلمانية القادمة في مصر، ثم تبعها ردود تعارض تلك الفكرة وترى أن المشاركة في التصويت هو الإختيار الأفضل، ونبهت حدة النقاش المشاركين إلى أهمية توسيع دائرة النقاش وأخذه خارج إطار الإنترنت حتى يتسنى لعدد أكبر من المشاركين متابعته وخاصة وأنه ربما هناك الكثيرين ممن يريدون فعلا تحديد موقفهم لكن يعوزهم معرفة جوانب كل رأي من الآراء المطروحة وتفنيده. وفي خضم بحثهم عن مكان لإقامة تلك الحلقة النقاشية وجدوا أن المركز الثقافي الألماني يعرض عليهم إتاحة إحدى قاعاته لإستضافة الندوة.

من عدد المشاركين على صفحة الحدث على الفيسبوك وأيضا من عدد المشاركين في النقاش عبر الهاشتاج على التويتر كان يبدوا أن عدد المشاركين سيكون حوالي عشرون شخصا، إلا أن الداعين للندوة فوجئوا بأن عدد الحضور تجاوز ثلاثة أضعاف العدد المتوقع. ونظرا لأنه كان من الواضح أن الحضور كلهم حماس للإدلاء بدلوهم، فما كان من الداعين للمناقشة إلى تبني فكرة علاء عبد الفتاح والمعروفة بإسم تويت ندوية حيث يتاح لكل شهر التحدث لمدة مئة وأربعين ثانية كل بدوره، وبالمناسبة فعلاء الآن مقيد الحرية ومحتجز على خلفية إتهامات في أحداث ماسبيرو، ورفضة أن تتم محاكمته أمام محاكمة عسكرية من حيث المبداء لأنه مثله مثل الكثير من الحضور يرى أن المحاكمات العسكرية للمدنيين ترسخ سلطة المجلس العسكري الحاكم وهي أيضا ضد مبدأ العدالة وخاصة حين يكون الخصم هو الحكم في نفس الوقت.

سأحاول سرد معظم الأفكار التي طرحت من كل من الجانبين، ففي البداية الجانب المتبني لفكرة المقاطعة يرى أن المجلس العسكري يعمل في غير صالح الثورة - وهو أمر وضح من النقاش أنه يتفق معه فيه معظم الجانب المتبني للمشاركة أيضا - إلا أن الداعين للمقاطعة يخشون أن بمشاركتهم في تلك الإنتخابات - والتي وصفها بعضهم بأنها مسرحية - ستساهم في إعطاء شرعية زائفة للمجلس العسكري الحاكم، ومن أسباب تبنيهم للمقاطعة أيضا خوفهم من أن تكون مشاركتهم بمثابة كارت أخضر لسياسات العسكر يمكن أن يمنعهم من الإعتراض أو نزول الشارع بعدها، وأضف إلى ذلك إعتراضهم على قانون الإنتخاب والدوائر التي يرون أنها تم تصميمها من أجل إبعاد الثوار عن المجلس.

المتبنين لفكرة المشاركة في المقابل يرون أن الإنتخابات مرحلة من ضمن مراحل الثورة وهي إحدا وسائل التغيير بجانب الإعتصامات والإضرابات والمسيرات المليونية وبالتالي لا يجب علينا الإستهانة بها أو مقاطعتها خاصة أنه يجب أن نفوت الفرصة على الفلول لإقتناص المجلس الذي سيضع دستور البلاد القادم، وهم يرون أيضا أنه حتى مع تسلط العسكر فوجود مجلس به ممثلين من الشعب والثوار قد يشكل ضغط ما لتنفيذ مطالبهم. أضف إلى ذلك الرأي الذي يرى أن الوقت متأخر جدا للمقاطعة الآن ولا يوجد متسع منه للحشد من أجل تكوين مقاطعة فعالة، وفي النهاية فالإنتخابات ليست نهاية المطاف وليس صحيحا أن هناك ما يمنع إعتراضهم على سياسات المجلس العسكري سواء شاركوا أو قاطعوا الإنتخابات والدليل أن هناك من شارك في إنتخابات مبارك كوسيلة من وسائل التغيير و لم يمنعهم ذلك من الثورة عليه.

وبالطبع تطرفت المناقشات أيضا لقانون الإنتخابات وجداه وهل فعلا إستفتاء مارس الماضي وأوجه التشابه بينه وبين الإنتخابات المقبلة وحدود الدور المتاح للبرلمان القادم والقوانين المتوقع صدورها لمنع فلول الحزب الوطني من الترشح وجدواها وهل يمكن أن تصدر فعلا أم أنها سيتم الطعن عليها كما حدث لاحقا بالفعل، إلخ. إلا أن الطرفان إتفقا على عدة نقاط أيضا، منها أن الإنتخابات ليست نهاية المطاف والثورة مستمرة حتى بعدها، وأنه حتى من يرفض التصويت إتفق مع الجانب الأخر أنه سيعمل على دعم أفضل المرشحين المتاحين وحث الناخبين على التصويت لهم والقيام بحملات توعية إن أمكن.

في النهاية، لا أستطيع القول إن كان هناك من غير قناعته بعد الندوة أم لا، وإن كان هناك من غيروها فلا أدري عددهم، لكن الأهم أنه طرح الأفكار كلها للنقاش وكل من المشاركين بين أسبابه لإختيار مسار من المسارين، والواضح أنه حتى بعد إنتهاء الندوة فسواء الحضور أو من لم يشاركوا مازالوا يتناقشون في كلا الإختياران عبر التويتر إلى الآن.

2011/11/07

أخطاء حمزاوي التويترية السبعة

كما أن الشركات والمؤسسات قد أدركت أهمية الميديا الإجتماعية كوسيلة للدعاية لمنتجاتها، وكما سبقها في ذلك النشطاء في ظل إستيلاء الأنظمة العربية الديكتاتورية على وسائل الإعلام الأخرى، فإنه جاء الدور الآن على مرشحى الإنتخابات البرلمانية ليستخدمونها في الدعاية لأنفسهم. ومن ثم فإنني أود أن أسرد بعض الأخطأ التي قد يرتكبها المرشح مستخدم التويتر من وجهة نظري، وهي أخطأ تقنية أو تتعلق بكيفية إستخدام الميديا الإجتماعية بالإساس أكثر منها أخطأ سياسية أو أخلاقية أو أي شيء أخر، وسأتخذ تويتات عمرو حمزاوي نموذجا لعرض تلك الأخطأ

أ - تذكر أنك أنت من يتحدث هنا
@Hamzawy:
خبر عن د. عمرو حمزاوي و جولاته في دائرة مصر الجديدة يوم 6 نوفمبر 2011 ‎
fb.me/MjEf2i3m
أول تلك الأخطاء هو التحدث عن نفسك بضمير الغائب، فتلك الصيغة تصلح لجريدة أو مجلة تتحدث عنك، لكنك هنا تتحدث من حسابك الشخصي بشحمك ولحمك، فلا أحد يتحدث عن أخبار تخصة بتلك الطريقة سوى أحمد رزق في فيلم التوربيني حينما كان يقول محسن بيحب الحجم الكبير

ب - الإكتفاء بإرسال رابط دون أي شرح
@HamzawyAmr:
fb.me/SsUULuSe
عادة أتجاهل التويتات التي تحتوي على مجرد رابط دون أي كلام مصاحب له أو شرح لما يحتويه الرابط، ففي النهاية العمر أقصر من أن أضيعة في إنتظار تحميل صفحة أرسلها شخص ما لمعرفة فحواها في حين أن أصدقائي الأخرين يحترمونني أكثر ولا يبخلون على ببعض الشرح المصاحب للروابط التي يرسلونها. عموما يمكنك تجاهل تلك القاعدة في أضيق الحدود لو كنت مثلا في عجلة من أمرك والخبر الذي ترسله فائق الأهمية أو أي شيء، لكن بالتأكيد ذلك ليس هو المقبول عادة أو الطبيعي

ج - ربط التويتر بالفيسبوك
@HamzawyAmr:
I posted 7 photos on Facebook in the album November 6, 2011
fb.me/MkhRropY
الأخطاء السابقة أحيانا كثيرة تكون نتاج خصأ ثالث وهو ربط حساب التويتر بخدمات تلقيم المواقع أو بالفيسبوك، وهو من ضمن الأخطاء التي يرتكبها صديقنا حمزاوي أيضا

د - التويتر ليس رسالة نصية
@HamzawyAmr:
كل عام و أنتم و مصر بخير .....عمرو حمزاوي
من الجميل أن تستغل وجودك على تويتر لتهنئة متابعينك بالعيد، لكن من العجيب أن تذيل تويتاتك بتوقيعك، ففي كل الأحوال إسمك مكتوب أصلا في مقدمة التويتة أوتوماتيكي توماتيكي

ه - الإفراط في حجب منتقديك
@RamyYaacoub:
Wow. I just realized that @HamzawyAmr blocked me after my critical tweets of him a few days/weeks ago. Classy.
لا أدري إن كان هذا خطأ تويتري أم سياسي بالأساس، لكن في النهاية حدة النقاشات على تويتر قد تكون أعلى مما تتوقعه عادة، لكن ذلك لا يعني أبدا أن تفرط في حجب متابعيك، فالحجب يجب أن يكون في أضيق الحدود خاصة أن النقاش وليس الحجب هو ما يساعدك على إيصال فكرتك للناس

و - عدم المتابعة والرد

التويتر عادة كغيرة من وسائل الإعلام الشعبية فهو تفاعلي بالأساس عكس التلفزيون حيث أن هناك مرسل ومتلقي لا يتبادلون الأدوار أبدا، هممممم، حتى في التلفزيون فمكالمات المشاهدين هي عبارة عن محاولة بدائية لكسر هذا الحاجز. عموما وعودة للتويتر فمن متابعتي لتويتات حمزاوي فإن معظم تويتاته في إتجاه واحد وقلما أجده منخرطا في حوار مع متابعينه، وأيضا هو يتابع ثمان حسابات على تويتر فقط والأدهى أن كلها لجرائد ومحطات تلفزيونية وليست لأفراد عاديين حتى. وهو خطأ يتفوق فيه البرادعي أيضا على حمزاوي وبشده


ز - الخطأ الأخير
@HamzawyAmr:
ورداً على تساؤل فيما خص ترشحه عن" دائرة مصر الجديدة "اجاب د.عمرو ان الجامعات هى مساحة للعلم و ليست مساحة للدعاية الانتخابية
أراهنك أنك تستمع الآن لأصوات التصفيق تتعالى داخل أذنك، برافو حمزاوي برافووو

ملحوظة على الهامش

في النهاية من أنا ذو السبعة آلاف فولور لأقيم الأداء التويتري لشخص عنده ما يربو عن المائة وثلاثين ألف فولوور