2014/06/02

كيف تضلل برامج مراقبة الإنترنت

كلنا سمعنا عن مناقصة وزارة الداخلية لشراء برامج وتطبيقات بهدف مراقبة مواقع التواصل الإجتماعي والمدونات وقياس الرأي العام. في الواقع، بغض النظر عن تلك المناقصة، فالتكنولوجيا أحرزت تقدما كبيرا في تحليل النصوص المكتوبة، وبرامج الترجمة ومحركات البحث خير دليل على ذلك، ومن ثم فتكنولوجيا المراقبة وتحليل المحتوي الموجود على النت أصبحت متاحة للجميع، سواء الأجهزة الأمنية أو الشركات الخاصة العاملة في مجالات التسويق والصحافة وغيرها

الصورة لليديا شينينبرايتلي

لكن لازالت هناك مواطن يتفوق فيها العقل البشري على التكنولوجيا، ومن ثم فدعوني أعدد هنا بعض الوسائل البسيطة التي يمكن لمستخدمي الإنترنت إتباعها لجعل مهمة برامج المراقبة أصعب

كبشر، يمكننا إدراك عبارات السخرية وفهمها أفضل من التكنولوجيا المتاحة حاليا، فعبارة مثل "هذا الهاتف المحمول عظيم جدا، فبطاريته لا تستمر أكثر من خمس دقائق"، سيدرك أي قارئ لها أنها عبارة ساخرة وكلمة عظيم تعني العكس تماما

إستخدام المجازات والإستعارات والتشبيهات وغيرها يزيد من صعوبة المهمة الموكلة لبرامج المراقبة، فعبارة الهاشتاج قد يستخدمها شخص ككناية عن أحد بعينه، ولا يفهمها سوى شخص يفهم جيدا السياق الموجودة فيه

كتابة العربي بحروف إنجليزية، أو ما يعرف بإسم الفرانكواراب، من الأمور التي يصعب على الحاسب فهمها، في الواقع، التكنولوجيا قادرة على فهم الفرانكواراب، والدليل وجود برامج مثل مرن ويملي، لكن رغم ذلك، فدقة هذا التكنولوجيا ليست ممتازة، وتتراجع مع وجود اللهجات المختلفة والأخطاء الإملائية والإختصارات

تعمد الأخطاء الإملائية من وسائل تضليل برامج المراقبة وتحليل النصوص، فهو يجعل مهمتها أصعب، ولكنها غير مستحيلة. تشبيك الكلمات في بعضها البعض أيضا يصعب مهمة تلك البرامج

تقسيم رسالتك على عدة تغريدات، حيث أنه لا يمكن لأي أحد فهم إحداهما دون الأخرى.

إستخدام الصور والفيديوهات، فتحليل الصور وإستخراج النصوص منها بالتأكيد أصعب من تحليل ما يكتب في التغريدات وتحديثات الفيسبوك، بعبارة أخري، الحاسوب يلزمهة مجهود أكبر لفهم إحدى نكات إيجيبت ساركازم سوسايتي في مقابل عبارات مكتوبة على الفيسبوك.

غير خانة البلد التي تقيم بها في تويتر، في حال كان برنامج المراقبة يراقب الحسابات داخل بلد معينة

أي وسائل مبتكرة أخرى تراعي قدرات البشر في مقابل الألة، على سبيل المثال، "إقرأ الجملة التالية من الشمال لليمين: مكيف ظط".

التنويع والمزج بين تلك الألاعيب المختلفة، ويمكن القرأة أكثر عن أفكار مثل الارتباك والتعميم وكيف يتم مزاوجتها لبناء أنظمة تشفير أكثر قوة وتعقيدا. أو مطالعة الوسائل المستخدمة لتعمية أنظمة كشف التسلل على الإنترنت، فقد إستوحيت فكرة تقسيم الرسائل إلى عدة تغريدات من فكرة تجزئة حزم الإنترنت لتعمية أنظمة كشف التسلل، 

في النهاية، التكنولوجيا تتطور وبمقدورها مجاراة تلك الألاعيب، لكن عليك أن تعرف أن أي محاولة للتغلب على تلك المعضلات من جانب التكنولوجيا يقابلها تكلفة أعلى، ودقة وسرعة أقل، وسقف أدني في عدد الرسائل التي يمكن مراقبتها وتحليلها، فكما أن سور الحديقة لا يمنع أحد من تسلقة إن أراد ذلك، إلا أنه يجعل مهمته أصعب ويحد من عدد المتسللين ونسبة نجاحهم في الدخول