2012/01/18

سوني إريكسون إكسبيريا



عادة ما أقوم بكتابة التدوينات التقنية في مدونتي التقنية وباللغة الإنجليزية، ربما لأنني أستسيغ كتابة المصطلحات التقنية بتلك اللغة، لكن بعد تفكير قررت كتابة تلك التدوينة بالعربية، فبالتأكيد هناك محتوى كاف بالإنجليزية حول أنواع الهواتف المحمولة والفوارق بينها إلخ، وبالتالي فالعربية أولى بتدوينتي تلك المرة. أيضأ، لا أذكر أنني كتبت قبل ذلك عن أنواع هواتف نقالة أو كاميرات رقمية إلا فيما ندر، فلماذا هذه المرة، ولماذا سوني إريكسون إكسبيريا راي بالذات؟

القصة بإختصار أن شركة تقوم بعمل التسويق لسوني إريكسون إتصلت بي منذ شهر تقريبا، وأخبروني أنهم سيعطونني هذا الهاتف في مقابل أن أخبرهم عن مزاياه وعيوبه من وجهة نظري، وحين سألتهم هل تريدونني مثلا ان أكتب عنه في مدونتي، فأخبروني أن الأمر متروك لي، فهم لن يجبروني على ذلك، بل وأضافوا أنني حر في التحدث عنه بالسلب أو بالإيجاب كيفما أشاء طالما هذا رأيي فيه، وبالتالي سأحاول أن أكون موضوعيا وأنقل وجهة نظري المجردة.

أندرويد: قد تتعجبون أن أول سؤال وجهته لهم حين إتصلوا بي هو نوع نظام التشغيل الخاص بالهاتف، فبإختصار لو كان شيئا أخر غير الأندرويد ربما كنت رفضت الفكرة تماما، فأنا كأي شخص مصري تربي على الهواتف النوكيا، وظروف عملي دفعتي لحمل هاتف بلاك بيري ولدي تابلت سامسونج يعمل بالأندرويد ... لكن الزمن أثبت لي أن الهاتف في وقتنا الحالي يجب أن يكون آي فون أو أي نوع أخر يعمل بالأندرويد، فمعظم مطوري البرامج الآن يطورون تطبيقاتهم لهذه الأنظمة ويأتي بعدهم البلاكبيري من بعيد، وبالتالي لا أريد أن أمسك هاتفا ليس به تطبيق محترم للتويتر أو خرائط جوجل أو الآلاف من التطبيقات الأخرى التي تخرج علينا كل يوم. وبالتالي حين أخبروني أنه أندرويد بالفعل تحمست لإختباره خصوصا لإعتيادي عليه.

التطبيقات: طالما تحدثت عن كون الهاتف يعمل بنظام الأندرويد، فيجب أن أتحدث هنا عن ثلة من التطبيقات التي أستخدمها بصفة يومية حتى أوضح فائدة كون الهاتف يدعم هذا الكم الكبير من ألاف التطبيقات المختلفة، فبالطبع توجد تطبيقات كالفيسبوك والتويتر والخرائط وغيرها من التطبيقات الموجودة في جل الهواتف تقريبا إلا أن إستخدامها على هذا الهاتف أكثر سهولة وأغني من ناحية المميزات، لكن بعيدا عن هذه التطبيقات فأنا أستخدم مثلا إيفر نوت لأدون ملاحظاتي أثناء وجودي في إجتماعات خاصة بعملي أو لتدوين أفكاري، ومن أهم مميزاته أنه يمكنك تنزيله على هاتفك وحاسبك وكل مكان وما تكتبه في أي منهم ينتقل تلقائيا للأخرين. هناك أيضا جوجل ريدر لقرائة التدوينات وجوجل توك للمحادثة وبرنامج أخر للبودكاست أستخدمه وهي خاصية مفيدة لإضاعة الوقت بشكل مفيد أثناء قيادة السيارة، وإنستابيبر من أحب البرامج إلي، فحين أتصفح الإنترنت على حاسوبي وأجد موضوع يستحق القرآة  لكن قرأته على الحاسوب مملة فأستخدم هذا التطبيق لحفظ الصفحة ثم قرأتها على هاتفي في الشارع أو في الفراش أو في المترو أو عند الحلاق حتى بدون المالتيميديا والإعلانات المحيطة بالصفحة مما يجعلها أخف في التحميل على الهاتف. هناك أيضا شازام والذي يتعرف على أي أغنية بمجرد أن تترك الهاتف ليستمع إليها، ناهيك أن كثير من التطبيقات الأخرى يمكنك تصفح بعضها هنا.

الكتابة وحجم الشاشة: في الحقيقة أنا غير معتاد على الهواتف التي تعمل باللمس - محدث نعمة - فمقارنة بالحاسب اللوحي حجم الشاشة في أول الأمر جعل الضغط على الحرف المناسب أمر في غاية الصعوبة، لكن بعد فترة وبدأت في الإعتياد أكثر على التنشين، وومرة أخرى تظهر ميزة نظام التشغيل، فرغم كرهي للمدققات الإملائية وجدت أحدهم لا يصحح ما أكتب لكنه فقط يعرض على الإحتمالات المختلفة للكلمة التي أكتبها مع ترك الأمر لي لأضغط عليها أو لا، وهو ما أحبه خاصة أنني في كثير من الأحيان عندما أكتب مثلا كلمة عربية بحروف إنجليزية لا أريد الهاتف أن يتذاكى ويقترح على كلمات من دماغة كما كان يفعل البلاكبيري والنوكيا حتى أجبروني على إلغاء خاصية التدقيق الإملائي برمتها، بالطبع الجدير بالذكر أنه يدعم العربية من أول يوم ويمكنك إضافة لغات مختلفة بل ولوحات مفاتيح مختلفة أيضا إن أردت إلا أنني شخصيا لم أجرب ذلك. الآن وعودة لحجم الشاشة فهي للحقيقة أصغر من تلك الموجودة في الآيفون أو الجالكسي إس مثلا، وهذا الأمر في الواقع ميزة وعيب يعتمد على المستخدم، فلو كنت مثلا تمتلك حاسب لوحي تستخدمة عادة للقرآة والتصفح وما يعنيك في الهاتف أكثر هو صغر حجمه أو أنه لا يضيرك صغر حجم ما تقرأه علي الهاتف قليلا، فذلك الهاتف مناسب جدا، أما لو كنت تبالي أكثر مني بحجم الشاشة لتصفح وقرآة أكثر راحة فأعتقد أن هناك هواتف سوني إريكسون أكبر حجما قد تكون أنسب أو أنواع أخرى إن أردت.

البريد الإلكتروني: بالنسبة للبريد الشخصي على الجي ميل فالدنيا أخر حلاوة، والأجمل في الموضوع انه يعطيك القدرة على عمل سينكرونيز - معرفش كلمة مرادفة لسينكرونيز بالعربي للأسف - لدليل الهاتف مع دليل البريد الإلكتروني مع المعلومات الخاصة بأصدقائك على الفيسبوك ولينكد إن وخلافه من الشبكات الإجتماعية. لكن بخصوص البريد الخاص بالعمل فهناك برنامج لربطه بالإكسشينج لكنه ليس في سهولة البلاكبيري في هذا المجال، فلم أستطع مثلا ربط دليل هواتف العمل بذلك الخاص بالهاتف من هناك، يمكنك فعلها بوسائل يدوية لكن ليس بسلاسة ويسر كما تريد، عموما بصفتي معادي للمايكروسوفت وبرامجها الغبية فالعيب هنا يعود على مايكروسوفت غالبا وليس الهاتف لكن لزم التنويه، أيضا تصفح بريد العمل عليه مش قد كده بس شغال.

المشغل والميموري إلخ: أعتقد أنني لست في حاجة للخوض في تفاصيل حول نوعية المشغل وخصائص الكوالكوم بروسيسور زو الواحد جيجا هرتز أو أن أتحدث عن الزاكرة الخاصة بالهاتف وسعتها، فلا أنا خبير في هذه الأمور وأعتقد أن الأهم هو النتيجة النهائية، فمثلا الهاتف حتى الآن لم يهنج معي قط كما يفعل التابلت أحيانا قليلة، أيضا لا أعرف مدى إستهلاك المشغل للبطارية لكن بالتطبيقات التي أستخدمها فالبطارية تبقى من الصباح لليل، وهو معدل غير مثالي خاصة لو إستهلكت بطارية الهاتف كثيرا في التصفح والتويتر لكن من ناحية أخرى فوصلة الشحن الخاصة به هي من النوع اليو إس بي العادية وبالتالي ونظرا لشيوعها يمكنني بسهولة شحنة في أي وقت عن طريق الحاسب أو بطارية السيارة، إلخ. أعتقد أيضا أن هذا يعتمد على نوعية الإستخدام فلا أنا مستهلك يسرف في إستهلاك بطارية الهاتف في اللعب ولكنني في المقابل أستخدم العديد من التطبيقات التي تتصل بالإنترنت من حين لأخر، أيضا مكالماتي اليومية متوسطة، أما عن سعة التخزين فهو يأتي مع أربعة جيجا ويمكنك إستبدا اكارت الذاكرة بأخر أكبر حتى إثنين وثلاثين جيجا، أستخدم أنا كارت سعته ستة عشر جيجا وهي شبه خاوية الآن إلا أنني لم أبدأ بعد في نقل الأغاني عليه وإستخدامه كمشغل أغاني بعد.   

وفي النهاية وبإختصار هو هاتف جميل وأنا معجب به وأجبرني على تنحية البلاك بيري جانبا، مازلت أستخدم البلاك بيري أحيانا لسهولة كتابة البريد الإلكتروني الخاص بالعمل عليه أو من أجل البي بي إم، لكنه أصبح قابعا في حقيبتي ليفسح المجال للسوني إريكسون في جيبي.

تحديث
هناك ملحوظة فقط حول عمر البطارية، فهي لا تكمل اليوم أبدا ويجيب أن تكون مستعدا بشاحن في سيارتك أو أي مكان بإستمرار

تحديث جديد
رأيي في التليفون إتغير جدا بعد إستعماله كذا شهر، أنصحك تقراه هنا

2012/01/09

الإنفلات الأمني ... والقضائي

كل حين وآخر يقابلني أحدهم بقصص عن الإنفلات الأمني، فتارة يخبرني صديق عن سيارة إبن خالته التي سرقت، وتارة يخبرني أخر عن حادثة الإختطاف التي شاهدها بأم عينه، وغالبا حين أسأله أكثر عن التفاصيل يخبرني أنه لم يرها بأم عينه فعلا لكن الشخص الذي شاهدها هو مثل أخيه ويثق في سلامة قصته ثقة عمياء ... الغريب أنني لا أستسيغ فكرة الإنفلات الأمني هذه، أو أنني ربما أراه موجود فعلا لكنه يشوبه عملية تضخيم إعلامية كبرى، يتبعها إستجداءات لعودة رجال الشرطة ونداءات للناس لتعاملهم بود وإحترام  ... كل هذا وعقلي الغير مكترث بالأمر لم يتذكر أنني شخصيا تعرضت لسرقة بالإكراه في فبراير الماضي ... أو على الأقل لم يربطها بالإنفلات الأمني المزعوم ... هل هي وثيقة الصله به أم لا؟ دعوني أسرد لكم القصة وأترك الإجابة لكم.

حادثة السرقة هذه هي الحادثة الوحيدة التي تعرضت لها منذ بداية الثورة، بل هي السرقة الوحيدة التي تعرضت لها في حياتي، ورغم أن قيمة ما سرق لا يتجاوز المئتين جنيه إلا أنني سأظل أدعو على السارقين ما حييت، فما كان معي حينها هو بعض الأدوية وكنت في سبيلي لإعطاء تلك الأدوية لمستشفي، والعصابة المسلحة إستوقفتني لسرقة الأدوية ... لا أدري الآن إن كان هناك شخص ما مات أو تفاقمت إصابته جراء عدم وصول تلك الأدوية أم لا، لكن بغض النظر، ففكرة وجود عصابة مسلحة تسرق الأدوية فكرة حقيرة، خصوصا حين أخبرتهم أن تلك الأدوية هي تبرع لمستشفي فلم يبالوا ... بالتأكيد أنت الآن تتسائل عن ماهية تلك العصابة المسلحة التي تسرق أدوية وتترك نقودي معي؟ الأمر عجيب فعلا، أليس كذلك؟ العصابة التى أتحدث عنها كانت مكونة من ظابط شرطة وجندي في الجيش وإثنين من المخبرين، والحادثة كانت بعد موقعة الجمل، والمستشفي هو المستشفي الميداني في التحرير.

منذ أيام برأ القضاء المصري بعض الشرطيين ممن قتلوا المتظاهرين بحجة الدفاع عن النفس. ترى هل كانت السرقة التي سردتها دفاعا عن النفس أيضا؟ لم أتقدم ببلاغ حينها ولا أظن أنني سأتقدم به أبدا، فالقضاء الذي يبريء قاتل لا يمكنني أن أعول عليه لمحاكمة سارق سرق بعض الأدوية والشاش، بل إن حادثة السرقة هذه لا تذكر أمام من فقدوا أرواحهم ... وإلى الأن لم نرى ولو لمرة واحد عقابا ينال أحدا بدء من مبارك لأصحاب موقعة الجمل نهاية بقناص العيون. أعرف أننا في دولة قانون وأن القاضي يجب أن يحكم بما لديه من أوراق، لكن في الحقيقة أنا لا أحترم قاض يفعل ماتمليه عليه أوراق قضية ويضرب بضميره عرض الحائط، كما أنني لا أحترم رجل شرطة أو جيش يسرق الناس أو يقتلهم بدلا من أن يحميهم من السرقة والقتل بدعوى تنفيذ الأوامر. فكلاهما عندي سيان، إنفلات أمني وقضائي