لا أدري إن كنت قد أخبرتكم من قبل أنني لا أستطيع الصبر على أي نوع من الأدب, سواء المحلي أو العالمي. القديم أو الحديث. فأنا أشعر بضجر شديد حين يستمر كاتب قصة ما في سرد أدق التفاصيل الخاصة بملابس الأبطال أو الجو المحيط بهم.
المشكلة أنني حين أكون مطالب بوصف حدث ما أو موقف معين فعادة ما أكتفي بكلمات قليلة لا تسمن و لا تغني من جوع المستمع, فمثلا حين أسافر بضعة أيام أجد من يسألني عن التفاصيل و أكتفي بالقول "سافرت ثم رجعت". لذلك قررت أن أكتب هنا قصة قصيرة في محاولة لإجبار نفسي على سرد أكبر قدر من التفاصيل و طبعا القصة ستكون خيالية أو بمعنى أصح تهيسية.
حين فتحت درج مكتبي صباح ذلك اليوم فوجئت بوجود مسدس و بجوارة ورقة مطوية بعناية. المشكلة أنني لا أذكر أبدا أنه كان بحوذتي أي نوع من أنواع الأسلحة من قبل. من يا ترى الذي دس المسدس في الدرج؟ لكن الدرج كان مغلق بالمفتاح و لا أحد غيري يمتلك نسخة منه. إذا إنها تلك الورقة, لا بد أن بها حل هذا اللغز. تناولت الورقة و فتحتها فوجدت بها مجموعة من الأسماء بجوار كل إسم عنوان و رقم هاتف, و كل الأسماء الموجوده كانت مشطوبة إلا إسم واحد. أيمكن أن تكون قائمة بأشخاص يجب قلتهم بذلك المسدس؟ دعني أطلب الأرقام المشطوبة ربما أجد تفسيرا لشطبها. أول إسم كان لشخص إسمه "ذكي إبراهيم أحمد", فطلبت الرقم إنتظرت بضعة دقات حتى ردت على إمرأة ذات صوت مألوف نوعا ما. فسألتها هل الأستاذ "ذكي" موجود, فسمعت صوت سقوط السماعة من يدها ثم علا صوت نحيبها. إذا نظريتي سليمة. وضعت السماعة و ظللت أفكر, هل أكون أنا ذلك القاتل؟ هل عندي إنفصام في الشخصية مثلا و لا أستطيع تذكر ما أقوم بفعلة؟ أأكون مثل دكتور جيكل و مستر هايد؟ غرقت في التفكير حتي سيطرت على الفكرة تماما, حتى أنني بدأت أسأل نفسي إن كان مستر هايد الخاص بي دقيق و حذر مثلى أم أنه يمكن أن يكون أهوج و يرتكب حماقة تؤدي لدخولى السجن. فأنا حذر بطبعي و شكاك إلى حد الجنون. إستمرت تلك الهواجس في التدافع داخل رأسي إلى أن توصلت إلى أنني يجب على قطع الطريق على هذا المستر هايد و أن أقوم بقتل الشخص المتبقي في الورقة حتى لا أترك له المجال لإرتكاب أي حماقة. توجهت إلى منزل الضحية القادمة بعد أن تركت عملى مباشرة. كان المنزل موجود بمنطقة شبه خاوية, فأقرب منزل يبعد حوالى كيلومترين أو أكثر. ماذا أفعل ألآن؟ فأنا لم أقم بقتل أحد من قبل و لا أعرف كيف سانفذ جريمتي. لكن ما أدراني أن دكتور هايد لن يداهمني و يحولني إلى ذلك الشخص الذي لا أعرفه و الأهم أنني لا أثق فيه. تضافرت الأفكار حولى حتى وجدت نفسي أقف داخل منزل الضحية أصوب مسدسي المزود بكاتم للصوت إلى رأس الرجل الذي يغط في سبات عميق. أفرغت الرصاصات بجسده ثم أطلقت رجلي للريح.
وصلت لمنزلي و أنا في غاية التعب فألقيت بنفسي على الأريكة الموجودة في الصالة. و أثناء بحثي عن منديل لكي أجفف عرقي وقعت عيناي على كتاب كنت أقرأه إسمه "نظرية المؤامرة ... الوهم الذي يدفعنا لفعل ما يرده منا أعداءنا دون أن ندري".
و حينها علت أصوت سيارات الشرطة من حولي.
المشكلة أنني حين أكون مطالب بوصف حدث ما أو موقف معين فعادة ما أكتفي بكلمات قليلة لا تسمن و لا تغني من جوع المستمع, فمثلا حين أسافر بضعة أيام أجد من يسألني عن التفاصيل و أكتفي بالقول "سافرت ثم رجعت". لذلك قررت أن أكتب هنا قصة قصيرة في محاولة لإجبار نفسي على سرد أكبر قدر من التفاصيل و طبعا القصة ستكون خيالية أو بمعنى أصح تهيسية.
حين فتحت درج مكتبي صباح ذلك اليوم فوجئت بوجود مسدس و بجوارة ورقة مطوية بعناية. المشكلة أنني لا أذكر أبدا أنه كان بحوذتي أي نوع من أنواع الأسلحة من قبل. من يا ترى الذي دس المسدس في الدرج؟ لكن الدرج كان مغلق بالمفتاح و لا أحد غيري يمتلك نسخة منه. إذا إنها تلك الورقة, لا بد أن بها حل هذا اللغز. تناولت الورقة و فتحتها فوجدت بها مجموعة من الأسماء بجوار كل إسم عنوان و رقم هاتف, و كل الأسماء الموجوده كانت مشطوبة إلا إسم واحد. أيمكن أن تكون قائمة بأشخاص يجب قلتهم بذلك المسدس؟ دعني أطلب الأرقام المشطوبة ربما أجد تفسيرا لشطبها. أول إسم كان لشخص إسمه "ذكي إبراهيم أحمد", فطلبت الرقم إنتظرت بضعة دقات حتى ردت على إمرأة ذات صوت مألوف نوعا ما. فسألتها هل الأستاذ "ذكي" موجود, فسمعت صوت سقوط السماعة من يدها ثم علا صوت نحيبها. إذا نظريتي سليمة. وضعت السماعة و ظللت أفكر, هل أكون أنا ذلك القاتل؟ هل عندي إنفصام في الشخصية مثلا و لا أستطيع تذكر ما أقوم بفعلة؟ أأكون مثل دكتور جيكل و مستر هايد؟ غرقت في التفكير حتي سيطرت على الفكرة تماما, حتى أنني بدأت أسأل نفسي إن كان مستر هايد الخاص بي دقيق و حذر مثلى أم أنه يمكن أن يكون أهوج و يرتكب حماقة تؤدي لدخولى السجن. فأنا حذر بطبعي و شكاك إلى حد الجنون. إستمرت تلك الهواجس في التدافع داخل رأسي إلى أن توصلت إلى أنني يجب على قطع الطريق على هذا المستر هايد و أن أقوم بقتل الشخص المتبقي في الورقة حتى لا أترك له المجال لإرتكاب أي حماقة. توجهت إلى منزل الضحية القادمة بعد أن تركت عملى مباشرة. كان المنزل موجود بمنطقة شبه خاوية, فأقرب منزل يبعد حوالى كيلومترين أو أكثر. ماذا أفعل ألآن؟ فأنا لم أقم بقتل أحد من قبل و لا أعرف كيف سانفذ جريمتي. لكن ما أدراني أن دكتور هايد لن يداهمني و يحولني إلى ذلك الشخص الذي لا أعرفه و الأهم أنني لا أثق فيه. تضافرت الأفكار حولى حتى وجدت نفسي أقف داخل منزل الضحية أصوب مسدسي المزود بكاتم للصوت إلى رأس الرجل الذي يغط في سبات عميق. أفرغت الرصاصات بجسده ثم أطلقت رجلي للريح.
وصلت لمنزلي و أنا في غاية التعب فألقيت بنفسي على الأريكة الموجودة في الصالة. و أثناء بحثي عن منديل لكي أجفف عرقي وقعت عيناي على كتاب كنت أقرأه إسمه "نظرية المؤامرة ... الوهم الذي يدفعنا لفعل ما يرده منا أعداءنا دون أن ندري".
و حينها علت أصوت سيارات الشرطة من حولي.
هناك 9 تعليقات:
مافهمتش حاجة يعني هو ماعندوش فصام ولا قتل اصحاب باقي الاسماء فى القايمة و كل اللى عمله انه ودى نفسه فى داهية؟ طيب ايه علاقة الكتاب بكده؟ اه تقصد اعدائه دسوا له المسدس و القايمة عشان يوهموه انه مفصوم قوم يقتل الاسم الباقي؟
عموما تجربة كويس استمر.
ده إحتمال منطقي برده
نا عايزة مخطط من دول اعمله فى حد
el mo7awla naga7et 3omoman.... i really liked it :)
جميلة يا استاذ طارق
بس كان من الافضل انك كنت تخلي الضحية الأخيرة غير متوقعة
( يكون شخص منه عاوز يقتل التاني بتاعه )
دا كان هيستلزم تفاصيل مختلفة في القصة ... يعني مكان الضحية كان هيلف ويدور وفي الاخر يرجع لبيته عشان يقتل نفسه
ولا غنى عن البوليس طبعا :D
بس مدونة جامدة
بطابيط
يسعد مدونة كلمتين أن تقدم لعملاءها خدمات إجرامية مقابل مبالغ مالية محدودة
مخبر
معقول كلامك بس إنت مخبر و سيد العارفين لا غنى عن البوليس أبدا :)
موش عارفه ليه فكرتني القصه بفيلم ويجا
ممكن برده ... مش عيب
أعجبتني القصة فعلًا !
ولكن أسمح لي بقول أنها لا تحمل أي تفاصيل "تخنق" كالتي نراها في القصص الأدبية المملة..ولكنك أتبعت اسلوب السرد السريع وهو أسلوب جيد يتناسب مع من لهم رؤية كحضرتك.
نظرية المؤامرة أعجبني تناولها بهذا الشكل.. ولكن تعليقي السلبي الوحيد كان عليك ألّا تنهيها بهذا الوضوح ففجأة أحسست بعد إندماجي في الأحداث بأنك أتبعت الأسلوب التقريري وكأنك تعلق على القصة لا تكملها.
والجميل في القصة أنها جعلتني أتوقع أكثر من توقع لسير الأحداث ولكنهم أكثر سوداوية ودموية من قصتك!
تقبل مروروي ونقدي.
شكرا على تعليقك
الفكرة إنها جت في الأخر ووسعت و معرفتش أنهيها إزاي :)
إرسال تعليق