2010/04/23

فلتسقط الملوخية الفكرية

بالطبع كل منا شاهد هتلر و هو يبدي غضبه و إعتراضة على أشياء كثيرة بدئا من إنتقال ميدو لنادي الزمالك مرورا بإصدار أبل لأحد هواتفها الجديدة و الكثير و الكثير من مقاطع الفيديو حيث يتم وضع ترجمة تجعل هتلر يتفاعل مع شتى مشاكل الحياة اليومية.
لقد تم إستخدام نفس المقطع من فيلم "داون فول" لمرات عديدة حتى مللنا منه, لكننا في النهاية لا يمكننا إنكار إعجابنا بالكثير من تلك الفيديوهات.
و يبدو أن الشركة المنتجة للفيلم الأصلي قد طالبت يو تيوب بحذف تلك المقاطع, و يو تيوب كعادته أطاعها صاغرا و سيبدأ في حذف تلك المئات أو الآلاف من المقاطع تباعا.

أنا في الحقيقة لا أستطيع تقبل هذا الغباء منقطع النظير من أصحاب حقوق الملكية الفكرية, فتسلطهم هذا حول نصف الروابط الموجودة على موقع كاليو تيوب إلى روابط ميتة لفيديوها محذوفة, و تسلطهم أيضا هو ما يقتل مواقع التورنت واحد تلو الأخر.
قد يكون من حقهم فعلا فعل كل ذلك التخريب المتعمد للإنترنت التي نعرفها و نحبها, و قد أكون أنا الغبي و ليس هم, لكنني أرى أن السماح لهم بالتمادي في عجرفتهم و تسلطهم هذا يفسد الإنترنت التي نعرفها و يحولها لمكان أقل بهجة و إبداعا.
و في النهاية يمكنكم إعتباري شخص فوضوي يكره كثرة القوانين التي تحد من الحريات, يرى أن الأخلاق أهم من القوانين و أن القوانين يجب أن تكون أقل جمودا خاصة حين تمس الحريات. و أنا أرى أن من غير المحمود أن يحتمي البائع بالقوانين من أجل ترويج سلعته بدلا من الإحتماء بقدرته هو على إبتكار منتجات و حلول أكثر جذبا للناس. و من يدري إلى أي جانب من الجانبين سوف تنحاز التكنولوجيا مستقبلا و ربما حينها تصبح قوانين الملكية الفكرية مجرد قوانين جوفاء لا يعيرها أحد أي إهتمام.

أترركم الآن مع هتلر و إنفعاله إذاء حذف مقاطع الفيديو الخاصه به.
لا تنزعج إن كان الفيديو المذكور لا يعمل, فذلك معناه أن يد الحذف الحمقاء قد طالته هو ايضا

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

الاعتداء على الملكية الفكرية للآخرين ليس له علاقة بالحريات، فالحرية لا تعني أن يستخدم شخص ممتلكات الآخرين بدون إذن مسبق. وحماية أي جهة لإبداعها وممتلكاتها ليس فيه أي عجرفة أو تسلط، وإنمها هو حق من أبسط الحقوق.

Unknown يقول...

كما تعرف فهناك أفلام قائمة على السخرية من أفلام أخرى و هناك حالتنا هذه حين يستخدم مقطع من فيلم للسخرية من موقف و و هناك أغاني تسخر من أغاني أخرى و هكذا, و أنا أعتقد أن إعتبار كل تلك الحالات نوع من التعدي على الملكية الفكرية بمثابة تمادي في إستخدام قوانين الملكية الفكرية و نوع من السخافة الزائدة عن الحد

Rana Al Sha'bani يقول...

"حقوق الملكية الفكرية" هي إحدى امتدادات النظام الرأسمالي. كل شيء يقاس بالمال، حتى العلم والأفكار لا تعطى إلا مقابل مادي. هذه ليست ملوخية فكرية، إنها احتكار بغيض ومادية بغيضة.

Unknown يقول...

أنا ايضا أراها نوع من الغباء, فمثل هذه المقاطع هي ما ساهم في شهرة فيلم كان مغمور إلى حد ما قبل ذلك. لكن يبدوا أن منتجي الفيلم يعشقون الفشل.

غير معرف يقول...

بالنسبة للأفلام القائمة على مشاهد يعاد تمثيلها وبها شيء من التشابه فهذا شيء، أما إستخدام مقاطع معينة من أفلام مملوكة للآخرين بدون إذن مسبق فهذا شيء آخر.

أما القول أن حقوق الملكية الفكرية هي إمتداد للنظام الرأس مالي، فهو محاولة لتبسيط وتسييس القضية وجذب تعاطف أي شخص له آراء ضد النظام الرأس مالي. والقول أن العلم والأفكار لا تعطى إلا بمقابل مادي فهو قول خاطيء أيضا، فهناك الملايين من الأبحاث العلمية التي يوفرها أصحابها للمكتبات الرقمية للجامعات والهيئات البحثية، ويمكن الاطلاع عليها بدون دفع مقابل للبحث، وأيضا استخدامها في أبحاث جديدة طالما تم الإشارة إلى مصدر المعلومات.

الواقع أننا لا نحتاج أن نعيش في نظام رأس مالي حتى نحترم حقوق وممتلكات الآخرين. والواقع أيضا أن الحفاظ على الحقوق لا يعني أن العلم والأفكار لا تعطى إلا بمقابل مادي. بل يعني أن صاحب الحق له حرية التصرف. فإما توفير المنتج مجانا بشكل غير مشروط يسمح لأي إنسان باستخدامه لما يمثله هذا من دعاية لمنتج معين، وإما وضع قواعد ينبغي الالتزام بها عند الاستخدام، وإما إعطاء الإذن بمقابل مادي لشركات معينة بإعادة طرح المنتج مجانا للمستهلكين مع وجود إعلانات تغطي تكاليف هذه الشركات، وهكذا.

بالنسبة لمقاطع فيلم السقوط أو داون فول، فلربما كان وجود هذه المقاطع يشكل دعاية للفيلم ويثير فضول الناس حول الفيلم، مما قد يزيد ربح الشركة المنتجة. ولكن العامل المادي ليس هو العامل الوحيد. فقد قرأت أن الشركة إعترضت على الطريقة الفكاهية في تقديم تلك المقاطع، مما أثر على الهدف الجاد للفيلم، وحوّل مقاطع تاريخية عن أحداث خطيرة وشخصية مثل هتلر التي أودت بحياة الملايين إلى أمر فكاهي، وهذا يتعارض مع رسالة الفيلم. هذه هي فلسفة الشركة المنتجة، وفي رأيي أن من حقها أن تدافع عن أملاكها الفكرية وتعمل على إزالتها إذا شائت.


بالمناسبة، أنا قرأت هذا الخبر اليوم حول نفس الموضوع:

http://www.alarabiya.net/articles/2010/04/26/106866.html

samo يقول...

جميل
http://tahayees.blogspot.com/
(لسة مبتديء)