البرادعي هو شخص تلعنه الحكومة و يسخر منه المناضلون على الإنترنت، و طالما كنت أفضل أن آخذ منه موقف بين بين، فلا أنا أسخر من رسائله على تويتر ذات الكلمات الرنانة و التأثير الشبه منعدم، فهو في النهاية مثله مثلنا من المدونين و المناضلين الإنترنتيين لا يملك إلا الكلام و إطلاق الشعارات.
لكن البرادعي مؤخرا أرسل رسالة على تويتر يطالب الناس فيها بمقاطعة الإنتخابات بدعوى أنها مزورة. و هي دعوة يتفق معها الكثيرون و إن كنت أراها نوع من الهرب من مواجهة المشكلة، فلعب دور الضحية - حتى ولو كان حقيقة مفروضة عليك - ليس هو السبيل الوحيد لحل مشكلة ما، والبكاء و تسويق مشكلتك للعالم هو حل لكنه لا يمكن أن يكون سبيلك الوحيد لحل مشاكلك.
ففي بولندا عام تسعة و ثمانين، جرت إنتخابات برلمانية كان طرفاها الحزب الشيوعي الحاكم آن ذاك و المعارضة المتمثلة في إتحاد العمال "التضامن". و في تلك الإنتخابات فُرِضت على المعارضة شروط شبه تعجيزية، فكان من حقهم التنافس على 35% فقط من المقاعد المتاحة، و هو ما يعني أن المعارضة شائت أم أبت لن تحصلو على أغلبية المقاعد مهما فعلت. لكنهم قرروا خوض الإنتخابات و حصلوا تقريبا على كل المقاعد المتحة لهم، 99% من المقاعد المتاحة، و هو ما أحدث صدمة هناك حينما برهنوا بالأرقام على أن الناس فعلا قد ضجت من الحزب الحاكم عمليا، و كان من جراء تلك الصدمة أن إنضمت لهم بعض الأحزاب المتحالفة مع الحزب الشيوعي الحاكم و في النهاية وصلت المعارضة إلى سدة الحكم و كانت تلك الحادثة بمسابة المسمار الأقوي في نعش الكتلة الشرقية و الشيوية بوجه عام.
و عودة لمصر، لماذا لا يكون لنا في بولندا أسوة حسنة. ولو سلمنا بوجود تزوير فهلا يمكن للناس أن تشارك بكثافة لا ينفع معها أي تزوير، و ألا يمكن لأشياء كأقزام بولندا البرتقالية أن تثبت كثرة تيار ما بحيث يخجل التيار المقابل له من أن يزور. و في النهاية لماذا يصر البرادعي أن يسبق الأحداث، فلماذا لا يشارك الناس و بعد ذلك لو لم تأتي الرياح بما تشتهي السفن يمكنه حينها أن يفكر في إستراتيجيات مختلفة.
هناك تعليقان (2):
ولو سلمنا بوجود تزوير فهلا يمكن للناس أن تشارك بكثافة لا ينفع معها أي تزوير
قريت الجملة دي كذا مرة
إيه المقصود ؟
التزوير عادة يكون بإستخدام أصوات من لم يذهبوا للإدلاء بأصواتهم أو بحشد بعض الناس و تأجيرهم لإنتخاب شخص معين و من ثم فلو ذهبت الناس بكثافة ممكن أن ينقلب السحر على المزورين
إرسال تعليق