بكره الناس نازلة ميدان التحرير بعد دعوة التيارات الدينية لجمعة الصمود، جمعة تطهير الميدان سابقا. الدعوة نفسها تصادمت مع المعتصمين حاليا في الميدان خاصة مع وجود تضاد فكري بين كلا الفريقين، وهو ما يثير بعض المخاوف من تصادمات بينهما، أتمنى من الله ألا تحدث. وهذه المخاوف أدت إلى الدعوة لرفع مطالب توافقية والبعد عن المطالب الخاصة بكل فريق، فلا الإسلاميين يرفعوا شعارات تطبيق الشريعة والهوية الإسلامية للدولة ولا المعتصمين يرفعوا شعارات مناوئة للمجلس العسكري، إلخ.
ودعوني أتوقف هنا، ففكرة التوافق هي فكرة لا يمكنني أن أستسيغها، ففي رأيي أنه في المناخ الديموقراطي من حق كل شخص رفع ما يراه من شعارات يؤمن بها، ودورنا هو تقبل وجود الآخر مهما إختلفنا مع أفكاره، فنناقشها بدلا من أن نقذفها بالحجارة، وإجبار الآخر على التخلي عن بعض أفكاره درئا للخلاف هو في رأيي نوع من الهروب من مواجهة الواقع وقمع لحريته في التعبير عن رأيه.
وهذا يعيدني إسبوعا إلى الوراء، فكلما كنت أناقش أحد فيما فعله بلطجية العباسية من التعدي على المسيرة السلمية التي كانت متوجهة للمجلس العسكري، كنت أقابل بردود من نوعية، ما جدوى تلك المسيرة؟ هؤلاء المتظاهرين خونة من ستة أبريل، ولماذا لم يصرحوا بما يريدون من ميدان التحرير فصوتهم مسموع هناك أيضا؟ وهو نقاش يشبه كثيرا نقاش المطالب التوافقية. فجدوى المسيرة وأهدافها والمطالب التي ترفها كلها أشياء يمكننا مناقشتها كيفما نشاء، لكن إتفاقنا أو إختلافنا معها لا يجب أن يجعلنا نقر التعدي على مسيرة سلمية لمجرد إختلافنا معها في الرأي، فدور كل منا هو الدفاع عن حق الأخرين في إبداء أرائهم بغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا معها، وتبرير البعض لما فعله بلطجية العباسية - المصحوب بتقاعس الجيش و الشرطة عن حماية المتظاهرين - لإختلافهم في الرأي مع من كانوا في المسيرة هو نوع من الإنحطاط و السفالة، وأنا هنا أسميهم بلطجية غير عابئ بكونهم بلطجية فعلا أم من بعض سكان المنطقة، فمجرد تعديهم على مسيرة سلمية بهذا الشكل هو بلطجة في وجهة نظري.
وهي يشبه مناقشة أخرى مع شخص ما، كان يقول لي ألا ترى أن من حق الدولة أن تمنع المرآة التي تلبس البكيني على الشاطئ فهي تفسد المجتمع؟ وحين أخبرته عن كون ذلك حرية شخصية لا يمكنني الموافقة على منعها لم يقتنع، ثم عرجنا على مواضيع أخري حتى وصلنا لخبر أن نادي ما يمنع دخول المنقبات هناك، فأخذ يسب ويلعن فيهم وفي قمعهم للحريات، وإختلافي مع هذا الشخص الأكبر ليس كون النقاب واجب شرعي أو أن التعري حرام، فهذا لا يهم، لكن خلافي هنا هو أنني ضد ربط وقوفي مع أو ضد أفكار أو أشخاص ما بكون تلك الك الأفكار متفقة مع أفكاري أنا أم لا.
ودعوني أتوقف هنا، ففكرة التوافق هي فكرة لا يمكنني أن أستسيغها، ففي رأيي أنه في المناخ الديموقراطي من حق كل شخص رفع ما يراه من شعارات يؤمن بها، ودورنا هو تقبل وجود الآخر مهما إختلفنا مع أفكاره، فنناقشها بدلا من أن نقذفها بالحجارة، وإجبار الآخر على التخلي عن بعض أفكاره درئا للخلاف هو في رأيي نوع من الهروب من مواجهة الواقع وقمع لحريته في التعبير عن رأيه.
وهذا يعيدني إسبوعا إلى الوراء، فكلما كنت أناقش أحد فيما فعله بلطجية العباسية من التعدي على المسيرة السلمية التي كانت متوجهة للمجلس العسكري، كنت أقابل بردود من نوعية، ما جدوى تلك المسيرة؟ هؤلاء المتظاهرين خونة من ستة أبريل، ولماذا لم يصرحوا بما يريدون من ميدان التحرير فصوتهم مسموع هناك أيضا؟ وهو نقاش يشبه كثيرا نقاش المطالب التوافقية. فجدوى المسيرة وأهدافها والمطالب التي ترفها كلها أشياء يمكننا مناقشتها كيفما نشاء، لكن إتفاقنا أو إختلافنا معها لا يجب أن يجعلنا نقر التعدي على مسيرة سلمية لمجرد إختلافنا معها في الرأي، فدور كل منا هو الدفاع عن حق الأخرين في إبداء أرائهم بغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا معها، وتبرير البعض لما فعله بلطجية العباسية - المصحوب بتقاعس الجيش و الشرطة عن حماية المتظاهرين - لإختلافهم في الرأي مع من كانوا في المسيرة هو نوع من الإنحطاط و السفالة، وأنا هنا أسميهم بلطجية غير عابئ بكونهم بلطجية فعلا أم من بعض سكان المنطقة، فمجرد تعديهم على مسيرة سلمية بهذا الشكل هو بلطجة في وجهة نظري.
وهي يشبه مناقشة أخرى مع شخص ما، كان يقول لي ألا ترى أن من حق الدولة أن تمنع المرآة التي تلبس البكيني على الشاطئ فهي تفسد المجتمع؟ وحين أخبرته عن كون ذلك حرية شخصية لا يمكنني الموافقة على منعها لم يقتنع، ثم عرجنا على مواضيع أخري حتى وصلنا لخبر أن نادي ما يمنع دخول المنقبات هناك، فأخذ يسب ويلعن فيهم وفي قمعهم للحريات، وإختلافي مع هذا الشخص الأكبر ليس كون النقاب واجب شرعي أو أن التعري حرام، فهذا لا يهم، لكن خلافي هنا هو أنني ضد ربط وقوفي مع أو ضد أفكار أو أشخاص ما بكون تلك الك الأفكار متفقة مع أفكاري أنا أم لا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق