2012/03/23

أنونيموس وعملية الظلام الكوني

كتبت تلك المقالة لكي تنشر في جريدة ما، وقد نشرت بالفعل هناك بالأمس، لكن تحت إسم شخص تاني بصفته هو كاتبها، لا أريد الخوض في تفاصيل ذلك الموضوع الآن فالمهم هو أنني قررت نشرها هنا لمن لم يقرأها.

الإنسان كائن إجتماعي

يوما بعد يوم تصبح الإنترنت إجتماعية أكثر من الأول، فكثيرا ما نلجأ لأقراننا على المواقع الإجتماعية المختلفة لمعرفة أخر الأخبار، ربما قبل الذهاب لمواقع الأخبار المتخصصة. و حين تقرر أن تشاهد فيلما ما، عادة ما تثق في أراء أقرانك من المستخدمين على المواقع المختلفة أكثر من رأي النخب من النقاد والخبراء. حتى أن مشروع مثل ويكيبيدا أصبح مثالا يضرب في كيف أنه يمكن لأناس عاديين لا نعرف حتى أسمائهم أن يخلقوا موسوعة تتفوق على موسوعات سابقة شارك في كتابتها نخب من الخبراء.

 وأنونيموس – أو مجهولوا الإسم – ليست بعيدة عن هذا التطور، فحتى إسمها أخذته من فكرة أن مستخدمي بعض المنتديات كفور شان كان يمكنهم المشاركة في النقاشات هناك دون ذكر إسمهم، وكان الموقع بالتالي يضع مشاركات كل منهم تحت إسم أنونيموس، حتى أن المستخدمين بدأوا ينظروا بشكل فلسفي لهذا الأنونيموس على أنه شخص إعتباري أراؤه ومداخلاته هي تجميع لأراء ومداخلات الألاف أو الملايين ممن يعلقون هناك دون ذكر أسمائهم. وعودة لأنونيموس فهي أيضا ليست كيان بالمعني المفهوم، فأي شخص يمكنه المشاركة في عملياتهم طالما إلتزم بنكران الذات، ومن الواضح أنها أيضا بلا قيادة أو كيان حاكم وبالتالي فمثلها مثل كثير من الظواهر المصاحبة للشبكات الإجتماعية، فالأفعال والقرارات يتخذها الكل وليس الفرد ... ألا يذكرك ذلك أيضا بحالة ثورات الربيع العربي التي كانت بلا قيادة وبرز فيها الكل مقابل الفرد؟

 قرصنة ولكنها ذات أهداف سياسية

 طالما كانت المشاركة والحفاظ على خصوصية الأشخاص من أهم مبادئهم، وهذا ما جعلهم في عداء دائم مع شركات إنتاج الموسيقى والأفلام و المنظمات المتعلقة بتلك الصناعة والتي تري نقيض ذلك في سبيل حماية حقوق الملكية الفكرية. فتلك الشركات والمنظمات ما إنفكت أن تدعو لوضع قوانين تجبر مزودي خدمة الإنترنت أن يكشفوا هوية المستخدمين الذين يشاركون البرامج والأفلام المقرصنة ووضع ضوابط على المواقع والخدمات التي قد تسهل عمليات القرصنة الرقمية.

ومن ثم ففي عام ألفين وتسعة شنت أنونيموس هجوما إليكترونيا على موقع الإتحاد الدولي لصناعة الصوتيات بعد صدور حكم بتجريم أصحاب موقع بايرت باي وهو من مواقع التورنت الشهيرة، وفي يناير من هذا العام شنت أنونيموس عده هجومات على جهات حكومية أمريكية من ضمنها موقع وزارة العدل بعد إغلاقهم لموقع ميجا أبلود ومناقشة مجلس النواب هناك لقوانين جديدة تحد من الحريات على الإنترنت، ويقال أن أكثر من خمسة ألاف وخمسمئة شخص شاركوا في هذا الهجوم مما يجعله من أكبر عمليات أنونيموس حتى الآن

عملية الظلام الكوني

 وفي تطور أخر يصب في نفس السياق، ومنذ شهر تقريبا، قامت أنونيموس بنشر تهديد بوقف الإنترنت في كل أنحاء العلم يوم الواحد والثلاثون من شهر مارس. الإنترنت بإختصار تشبه شبكة الهاتف، فلكل حاسب أو خادم هناك رقم أو عنوان خاص به، وفي حالة الإنترنت يعرف ذلك العنوان بإسم الآي بي، وكما هو الحال في الهاتف لا يمكن لأي منا أن يحفظ جميع أرقام التليفونات في العالم فيخزن بعضها على هاتفه تحت أسماء أصحابها ويلجاء لدليل الهاتف لمعرفة أرقام الناس الغير مسجله على هاتفه، والدي إن إس يقوم بدور يشبه كثيرا دليل الهاتف في حالة الإنترنت. ولو خرب هذا الدليل لعجزنت كل الحواسب الموجودة على الإنترنت على التحدث لبعضها البعض. هناك ثلاثة عشر دي إن إس رئيسي وبعد ذلك كل مزودي خدمة الإنترنت أو الشركات الكبرى عندها الدي إن إس الفرعي الخاص بها، والذي يلجاء للدي إن إس الرئيسي لمعرفة العناوين ويخزنها عنده لبعض الوقت ثم يذهب لتحديث تلك العناوين من جديد بعد نفاذ هذا الوقت، وخطة أنونيموس المنشورة ترمي إلى شل تلك الخوادم الثلاثة عشر الرئيسية، ونحن لا نعرف آلية تنفيذ الهجوم، لكن هناك تكهنات أنهم سيستخدموا هجوم يعرف بإسم تضخيم الدي إن إس وفيه يتم تجنيد الخوادم الفرعية دون أن تدري لتشن هجوما على تلك الخوادم الرئيسية.

ما العمل الآن؟

 غالبا تلك الأخبار كافية لإثارة رعب الكثيرين منا، إلا أنه يجب أخذ بعض الأمور في الإعتبار.

أولا، الأمر ليس بتلك البساطة، فخوادم الدي إن إس المذكروة يختلف كل منها عن الآخر من ناحية نظام التشغيل والإعدادات وموزعة على أماكن جغرافية متفرقة، وبالتالي فغالبا قد يؤثر الهجوم على أحدهم ولا يؤثر على الأخر. وكل من الخوادم الثلاثة عشر هو في حقيقة الأمر عبارة عن العشرات أو أكثر من الخوادم المتحدة التي تظهر لنا وكأنها خادم واحد وهو ما يزيد من صعوبه نجاح الهجوم. وبالفعل هناك محاولات سابقة تمت لمهاجمة تلك الخوادم في العامين ألفين وإثنين وألفين وسبعة إلا أنها سجلت نجاح ضعيف جدا ولم تتأثر خدمة الإنترنت بشكل ملحوظ. وهو ما قد يفسره المتفائلون أن هذا الهجوم مصيره الفشل أيضا وسيفسره المتشائمون إنه طالما نجحت الهجومات السابقة نجاح ضعيف فربما ينجح تلك المرة بشكل أكبر.

ثانيا، وكما أسلفنا، فمزودي خدمة الإنترنت وشركات الهاتف المحمول والشركات الكبري تمتلك خوادم فرعية تسجل فيها تلك المعلومات لفترة ما، فلو وقعت الخوادم الرئيسية ستظل تلك الخوادم الفرعية قادرة على تقديم الخدمة لنا لفترة ما قد يتسنى للمسؤلين عن الخوادم الرئيسية صد الهجوم خلالها.

ثالثا، فربما يكون الأمر برمته مجرد كذبة أبريل، فالموعد المتفق علىه للهجوم هو اليوم السابق لأول أبريل، وربما ترمي أنونيموس لعمل فرقعة إعلامية وإثبات قوتها من خلال ذلك التهديد دون تنفيذه فعلا، أصف إلى ذلك أن هناك أنباء تواترت عن أن أنونيموس غير مسؤولة أصلا عن التهديد، وهو أمر يصعب تأكيده أو نفيه في ظل عدم وجود إدارة للمجموعة يمكننا إعتبار كلامها هو الرأي الفصل في تلك المسألة.

رابعا، فرغم النقاط الثلاث السابقة إلا أنه على مزودي خدمة الإنترنت الحذر، فكما هو واضح أن هذا النوع من الهجوم يعمل على تجنيد الخوادم الأصغر لتشارك في الهجوم وبالتالي فالمطلوب منهم تحصين الخوادم الخاصة بهم فربما يؤثر الهجوم على خدمة الإنترنت لديهم لو إستهلكت مصادرهم بشكل عنيف في خضم الهجوم

 ختاما

 في النهاية يظل السؤال، هل وجود دوافع سياسية خلف عمليات قرصنة كتلك العمليات يبررها أم لا؟ ومن بمقدوره تقرير نبل تلك الدوافع السياسية؟ هل أصبحنا نعيش في عصر ذابت فيه الفواصل بين التكنولوجيا والسياسة ذابت الحدود بين سكان البلدان المختلفة طالمة وجدوا سويا في ذلك الفضاء الإلكتروني؟


 مصادر وروابط ذات صلة
 http://www.4chan.org/faq#postanon
http://ifpi.org
http://en.wikipedia.org/wiki/Anonymous_%28group%29
http://en.wikipedia.org/wiki/Stop_Online_Piracy_Act
http://pastebin.com/NKbnh8q8
http://erratasec.blogspot.com/2012/02/no-anonymous-cant-ddos-root-dns-servers.html
http://www.forbes.com/sites/andygreenberg/2012/02/16/anonymous-plans-to-take-down-the-internet-were-being-trolled/
http://www.theinquirer.net/inquirer/news/1015743/dns-amplification-attacks-explained
http://securityaffairs.co/wordpress/3184/cyber-crime/anonymous-dns-amplification-attacks-for-operation-global-blackout.html
http://news.softpedia.com/news/Anonymous-Denies-Targeting-the-DNS-Root-Servers-254385.shtml

2012/03/15

بنت دين كلب

غالبا سيادك توقعت إن التدوينة ديه كلها شتيمة وقلة أدب، بس الحقيقية ديه تدوينة بريئة ومافيهاش شتايم قوي، هي بس بتناقش الشتايم من الناحية اللغوية. الفكرة إن سب الدين أمر سيء وعادة ذميمة، لكن هل ياترى عنوان المقال يعتبر سبا للدين؟

في رأيي، هو ليس سبابا للدين، فكلمة دين هنا إستخدمت كصيغة مبالغة، وجرب أن تستبدل كلمة دين بستين، ستحصل على شتيمة ذات معنى شبه مطابق لتلك، ألا وهي بنت ستين كلب.

ممكن حد يقول لي، بس ستين ده رقم، وبالتالي منطقى أن يستخدم لتوكيد الشتيمة أو المبالغة فيها وهو ما لا ينطبق على كلمة دين، أقول له عندك مثلا عندما تعجب بفتاة، تقول حتة دين مزة أو عندما تعجبك فكرة ما تقول حتة دين فكرة رهيبة ... أرأيت أنها تستخدم لتعظيم المعنى أو المبالغة فيه وتوكيده.

أصلا إخواننا المتحدثون باللغة الإنجليزية يقولون أشياء مثل
This car is fucken good

هل هم في تلك الحالة يشتمون السيارة؟
بالقطع لا، فهي أيضا صيغة مبالغة هنا مثلها مثل عبارة حتة دين عربية بنت لذين

السؤال هنا لماذا يستخدم الجنس والدين كصيغ مبالغة في كلا الحالتين؟
صحيح أننا أيضا نستخدم صيغ جنسية للمبالغة في لغتنا، لكن لأ أظن أن الغربيين يستخدمون الدين كصيغة مبالغة في المقابل. لماذا؟ هل للأمر علاقة بكونها مجتمعات علمانية مثلا؟ هل كان الحال مختلف هناك في الماضي في ظل الدولة الدينة مثلا؟ لا أدري، فالتدوينة برماتها هي واحدة من بنات أفكار زحام القاهرة الذي لا تراودني الأفكار التدوينية العجيبة إلا فيه.

تحديث
علق أحمد قارو على تويتر
لكن الغرب أيضا يستخدم الدين في المبالغة أو الدهشة مثلا الكوكتيل ده:
OMFG