2013/04/23

بخصوص مسابقة البوبز

اليوم وأثناء تناولي لجرعتي الصباحية من الإنترنت، وجدت أن المدون وائل عباس قد قرر الإنسحاب من مسابقة البوبز والتي تنظمها شبكة دويتش فيله وأشرف أن أكون أحد أعضاء لجنة تحكيمها لهذا العام. إنسحاب وائل من المسابقة هو شأنه الخاص ورأيه الخاص بها لا يعنين كثيرا، لكن وصفه للمسابقة بعبارات كالعبارات الآتية هو ما دعاني لكتابة تلك التدوينة

"لطالما كانت مسابقات البوبز غارقة في الفساد والتزوير والمحسوبية" و "أصبح من المعروف الآن قيام بعض المدونين الموريتانيين بالتزوير الإلكتروني" و "لا يشرفني أن أكسب جائزة يجري فيها التزوير والمحاباة والمحسوبية"

فأنا كنت ضمن لجنة التحكيم العام الماضي، وها أنا أشارك للعام الثاني على التوالي، ومن واقع خبرتي الشخصية أستطيع أن أجزم أنه ليس هناك تزوير أو محاباة أو محسوبية كما يتحدث هو، لكن لزاما علي الآن الرد على إتهاماته تباعا.

فبخصوص المحسوبية والمحاباة، سأبدأ بالحديث عن نفسي ثم أتطرق لقواعد المسابقة نفسها. فمن إخترتهم على مدى عامين منهم من أعرفهم ويعرفونني ومنهم من يرونني كافرا دمه حلال، ومابين الإثنين هناك الكثيرين ممن لا أعرفهم أصلا. وهؤلاء الذين صادف أنني أعرفهم شخصيا ورشحتهم لا أذكر أن شكرني أي منهم على ذلك، وهو شيء يسعدني كثيرا بالمناسبة، فهو يعني أحد الأمرين، إما أنهم لا يعرفون أصلا أنني في لجنة الحكام أو أنهم يعرفونني جيدا ليدركوا أنني إخترتهم لأنهم الأفضل وليس لأنني قد إلتقيت أحدهم وعلق أخر على تدوينة لي. لكن يظل ذلك مجرد حديثي عن نفسي ولا مانع من ألا تصدقني فيه، وبالتالي النقطة الأهم هنا هي نظام المسابقة نفسه وهل يسمح بالمحسوبية والمحاباة أصلا. فبفرض أنه هناك من يختر أناس بعينهم، ليس لأنهم الأكفأ، ولكن لهوى في نفسه. الفكرة هنا أن إختيارات أعضاء لجنة التحكيم مجرد البداية، ويتبعها تصويتان بجائزتين منفصلتين، تصويت للجمهور وأخر في إجتماع لجنة التحكيم حيث يصوت الحكام جميعا على إختياراتهم لكل فئة. فلو إختار الحكم العربي أشخاص عرب بعينهم، لا يوجد ضمانة أن يصوت الحكام المنتمين لثلاث عشر لغة أخري لإختياراته، إلا لو رأوا أنهم الأكفاء من وجهة نظرهم أيضا. هذا بالإضافة إلى أنه في أغلب الأحيان لا يعرف هؤلاء الحكام بعضهم البعض أصلا قبل وصولهم للإجتماع والتصويت. بإختصار، أكثر شخص يتضرر من إختيار مرشحين غير جديرين هو الحكم الذي إختارهم، فعدم فوزهم يشكك في إختياراته وبالتالي هو أكثر شخص يجب أن يكون حريصا على إختيار الأكفاء في كل فئة من فئات المسابقة.

أما بخصوص إمكانية تزوير التصويت، فوائل بنى نظريته على تغريدة لأحد الموريتانيين حول التزوير، لكنني حين إستفسرت من الشخص نفسه عما يعنيه بالتزوير هنا كان رده كالتالي



وأخر فسر التزوير كالتالي أيضا (تقرأ من أسفل لأعلى)



من حق وائل أن يعتبر تلك الممارسات من قبل المصوتين تزويرا، هذا لو إعتبرنا تكهناتما صحيحة، لكنني أيضا لا أراها كذلك، وهي بالمناسبة ممارسات لا تخلو منها أي مسابقة على الإنترنت تقريبا، وعل كل، ومن أجل ذلك بالذات، كانت هناك جوائز للجنة التحكيم منفصلة عن تصويت الجمهور لتكون الصورة أكثر إكتمالا.

النقطة الثالثة التي طرحها وائل ضمن نقاشي معه كانت حول أنه في عام سابق رُشح لفئة ما وتم نقله لفئة أخرى من قبل لجنة التحكيم. في البداية، أنا لم أكن موجودا في لجنة التحكيم آن ذاك لكي أكون ملما بملابسات الموقف، لكن لا يمنع أن لدي تفسيراتي لمثل هكذا مواقف. فكما أنه من حق أي شخص ترشيح نفسه للمسابقة، أيضا من حق أي أحد أن يرشح أخرين يراهم جديرين بالفوز، بما في ذلك أعضاء لجنة التحكيم، فهم أيضا من حقهم إضافة مرشحين جدد، وعلى سبيل المثال، فإنني أضفت بعض الأسماء هذا العام بما فيهم وائل عباس نفسه بالمناسبة، وبالتالي فإنه من المرجح أن في تلك السنة التي يتحدث عنها وائل قد تمت إضافته للفئة الأخرى إما من قبل أحد معجبيه أو من قبل عضو لجنة التحكيم آن ذاك، والذي رأه في النهاية أجدر بالترشح لفئة دون أخرى، عموما، تلك كلها تكهناتي، فكما أسلفت، أنا لم أكن موجودا حين إذٍ لمعرفة التفاصيل، لكنها، أي كانت، لا تقدح أبدا في نزاهة المسابقة أو في عضو لجنة التحكيم حينها.

هذا كل ما لدي، وإن كانت لدي مؤاخذة على المصوتين العرب، فأنا أرى أن جل إهتمامهم منصب على التصويت والمنافسة على الفئات التي يتنافس فيها عربا ضد بعضهم البعض ولا يعيرون الفئات الأخرى نفس الإهتمام