ما أن وصل الشريط الذي أعده جوزية وحسام البدرى والمرفق به احتجاج الأهلي لاتحاد الكرة والذي به تعليمات صريحة من الأهلي للاتحاد بتوفير حماية خاصة للاعبيه من الإصابات في مباريات الدوري المصري , حتى تم التنبيه على أعضاء الاتحاد للاجتماع بصورة عاجلة,
بعد نصف ساعة من تقديم الشريط كانت سيارات الأعضاء تتوافد على مقر الاتحاد في الجبلاية, الذين غادروها في لهفة واضحة للدخول إلي مقر الاجتماع.
ما أن اكتمل العدد بدى واضحا على سمات زاهر وشوبير ومجدي عبد الغنى التحفز لاتخاذ قرارات حاسمة, تردع كل من صورت له نفسه أن يقوم بمجرد الاحتكاك بلاعبي الأهلي في المباريات, كان ايمن يونس يبدو مرتبكا تتنازعه أشياء شتى, فهو من ناحية ينتمي للمعسكر الآخر , ومن ناحية أخرى يبدو له الآمر غير معقول على الإطلاق , حتى خيل لمن لا يعرف موضوع الاجتماع ويرى كل هذه الجلبة واللهفة لتشغيل الشريط أن الأمر ربما يخص فيلم ثقافي.
في بداية الاجتماع تحدث الكابتن شوبير بصفته الإعلامي المحترف من أعضاء الاتحاد قائلا:
-ما يحدث من لاعبي الفرق الأخرى للاعبي الأهلي لا يمكن السكوت عليه , ولكن قبل الحديث في موضوع الاجتماع لابد من مشاهدة شريط الفيديو أولا
ثم انتفض واقفا لتشغيل الشريط, , ولكن بعد أن وضعه في الفيديو اكتشف الجميع أن الجهاز لا يستطيع تشغيله ، لأنه من النوع القديم, واسقط في يد الجميع فمشاهدة الشريط مسالة ضرورية قبل التعرض لأي قرارات تخص هذا الموضوع , وكان اقتراح الكابتن مجدي هو الاتصال ببرايز لحل هذه المشكلة , والذي من ثقته في الحديث بدى للجميع انه ربما اعتاد على الاتصال به في أمور تخص عمله في الأعلام الحكومي.
نصف ساعة وكان برايز بينهم في صالة الاجتماع, ثم قام بسرعة بفحص الجهاز والشريط ووجد أن نظام تسجيل الشريط لا يتناسب مع الفيديو فتوجه لهم قائلا:
النظام يا ..........-
ثم توقف باقي الكلام في حلقه بعد أن لاحظ نظرات الغضب في عيون المجتمعين فلقد تبادر إلى ذهنهم بقية الجملة الشهيرة لبرايز فتابع قوله بسرعة:
النظام يا أساتذة -
ثم استمر في القول:
-المشكلة بسيطة أستطيع خلال نصف ساعة أن احضر جهازا تستطيعوا به مشاهدة الفيلم.
فارتاحت أساريرهم وأقترح الكابتن شوبير مشاهد مباراة للأهلي , والتي يحتفظ اتحاد الكرة بكل مبارياته ما عدا المباريات التي حاز فيها فريق الأهلي على المركز السادس على مستوى العالم .
في الخارج كان صبحي الذي يلازم برايز في معظم جولاته بالقاهرة , يبدو على وجهه خيبة الأمل , بعد أن وضح له برايز أن الموضوع لا علاقة له بما اعتادوا عليه منذ سنوات طويلة, خصوصا وقد منى نفسه بسهرة صاخبة غير مسبوقة بعد علمه أن المجتمعين بهم اثنين متخصصين في الأعلام.
بعد نصف ساعة تقريبا كان برايز بينهم في قاعة الاجتماع يحمل على كتفه الجهاز الجديد بمفرده , لان صبحى رفض القدوم معه بعد أن عرف موضوع الشريط.
خمس دقائق و كانت الموسيقى التصويرية تصدح فى القاعة والتي بدأها مخرج شهير بالتليفزيون قيل انه الذي اعد الشريط بصوت شادية:
يا عيني يا عيني على الوله.
كانت الكاميرا تتابع إصابة اللاعب محمد بركات , وتقله من الملعب إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية عاجلة سوف تبعده عن الملاعب شهرين على الأقل.
في نفس اللحظة تبادر إلى ذهن ايمن يونس ما حدث لنفس اللاعب قبل انتقاله للأهلي من إصابة بالغة أبعدته عامين عن الملاعب ولم يهتم به أحد في ذلك الوقت , رغم انه كان المع لاعبي منتخب الناشئين في ذلك الوقت , ولكنه أخفى تعجبه حتى لا يتهم بالتحيز.
ثم تتابعت لقطات الشريط الذي احتوى على كل المخالفات العادية والغير عادية ضد لاعبي الأهلي والتي لا تخلو منها أي مباراة ولكن مع الأهلي كانت ردود الأفعال على المجتمعين مختلفة بين تعجب , واستنكار , وتحفز.
ما أن انتهى الشريط حتى بادر شوبير بالحديث قائلا مفتتحا الجلسة رغم وجود رئيس الاتحاد:
--الوضع في منتهى الخطورة لان لاعبي الأهلي ثروة قومية و إصابة أي لاعب في أي مباراة هو كارثة بكل المقاييس , وأنا معايا تليفون دلوقتى من الأخ الكاتب الكبير حسن المستكاوى الذي ينتظر بشغف ما سوف يتم في الاجتماع حتى يفصل عليه مقالته في الأهرام غدا .
ربما يبدو الأمر للبعض غريبا على أساس أن هناك قوانين في النهاية وضعها الاتحاد الدولي للتعامل مع مثل هذه الأمور في المباريات, ولكن منذ متى ونحن نتبع هذه القوانين إذا كان الأمر يخص النادي الأهلي.
النادي الأهلي وليكن ذلك معلوما للكل , ليس مجرد نادى مثل كل الأندية في العالم يخضع لما يقرره الاتحاد الدولي, وإذا كان الأهلي قد حاز على المركز السادس في بطولة العالم , فلم يكن ذلك بدعم من الاتحاد الدولي أو غيره , بل بجهود لاعبيه ومكانته التاريخية ومبادئه التي نتشدق بها دائما , قصدي التي , نتاجر بها دائما , قصدي.......... ثم توقف عن الحديث عندما لم تسعفه اللغة حتى بادره مجدي عبد الغنى قائلا:
التي تقودنا دائما.
تردد كثيرا ايمن يونس قبل أن يعقب قائلا:
--التركيز على إصابة بركات الآن , سوف يجعل بعض الناس يقارنوا بين المبالغة في رد الفعل على أصابته ألان , وما حدث له قبل الانتقال للأهلي والتي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة.
تحدث زاهر لأول مرة:
ناس مين يا كابتن ايمن هما دول ناس..........
ثم تابع حديثه حتى انتبه إلى انه يكرر نفس ديالوج الريحانى في فيلم غزل البنات ولم ينقذه من الحرج الا بعد أن هب الكابتن مجدي عبد الغنى قائلا:
-- أنا لي رأى في الموضوع دا لا قانون هينفع , ولا تعليمات للحكام هتجيب نتيجة , الموضوع ببساطة يتحل بتشكيل عصابى قصدي جماهيري يجلس بين المدرجات بالعصي أي لاعب يعمل فاول مع لاعبي الأهلي ينزلوا يكسروا عضمه.
تأفف شوبير من اقتراحه وتذكر ما فعله سابقا فى الملاعب وهو في صفوف أتنادى الأهلي ثم تابع حديثه قائلا:
-- الموضوع محتاج ثورة في التفكير لان ما نحن بصدده غير مسبوق في ملاعب العالم , والموضوع يتلخص في أن العقوبات المدرجة في قانون الاتحاد الدولي أصبحت لا تكفى لحماية لاعبي الأهلي الذي هم ثروة قومية لمجرد انضمامهم للأهلي, ولا يعنينا من قريب أو بعيد ماذا كان يحدث لهم قبل ذلك في الأندية الأخرى.
وأنا لي اقتراح محدد يتعلق بتطوير فقرات قانون الكرة لإضافة فقرات معينة تخص لاعبي الأهلي بمعنى
إذا كان القانون يعاقب على العرقلة من الخلف بعقوبة معينة يتم إضافة بند خاص في القانون نشدد فيه العقوبة , يقول إذا تم عرقلة لاعبي الأهلي من الخلف فيعاقب اللاعب الذي قام بالعرقلة بكذا وكذا.........
ويجب أن لا نذكر اسم لاعب معين.... مثل إذا قام لاعب بعرقلة بركات أو أبو تريكة مثلا من الخلف, حتى لا نتهم بالتحيز وحتى يمكن الاستفادة من هذا البند في المستقبل.
ثم تابع قوله :
-- بالنسبة للعقوبات التي سوف يتم اقتراحها فدى بسيطة , وترزي القوانين اللي في وسط البلد جاهز , لأي تعديل مطلوب محتاج بس القماش قصدي البنود وهو هيفصل العقوبة المناسبة , ونعرضها على كتابنا الكبار إياهم لأعادة الصياعة قصدي الصياغة.
بدى الأمر للجميع معقولا باستثناء ايمن يونس والذي لم ينطق حرفا, بعد أن عرف بذكائه انه لن يستطيع السباحة ضد التيار , وتذكر المثل الدارج( اللي يتجوز أمي أقول له يا عمى ) وأنا مالي ما تخرب .
رغم معقولية الاقتراح للكل تبادر إلى ذهن الكابتن زاهر أن الأمر لا يكفى بتعديل القوانين, بل أن ضروري أن يواكبه أمورا معينة تجعله صالحا للتطبيق فقال:
-- الاقتراح معقول طبعا ويمكن دا الحل الوحيد لان كرة القدم لا تخلوا من الاحتكاكات والالتحامات , ولو كان الأمر بيدي لأقنعت المفتى أو شيخ الأزهر بإصدار فتوى تحرم الالتحام بلاعبي الأهلي , بل أن الالتحام مطلوبا أحيانا , وإلا كيف سيتم احتساب ضربات جزاء للأهلي دون اقتراب لاعبي الفرق الأخرى من لاعبيه.
تعديل القوانين لا يكفى بل يجب أن يواكب هذا الاقتراح الاقتراحات الآتية تحديدا حتى يتعود لاعبي الفرق الأخرى على ذلك:
1- قبل أي مباراة لاى فريق مع الأهلي يرسل هذا الفريق ما لا يقل عن خمس لاعبين قبل المباراة بخمسة أيام على الأقل للتدريب مع فريق الأهلي لتعريفهم بان ما يحدث مع لاعبي الفرق الأخرى من مخالفات لا يصح ولا يليق أن يحدث مع لاعبي الأهلي والتنبيه عليهم دائما أن دا الأهلي يا جماعة, على أن يقوم مدرب الأهلي بتدريبهم على طريقة ملاقاة لاعبي الأهلي في الملعب وكيفية إفساح الطريق لهم للمرور لإحراز الأهداف.
2- عمل دورات مكثفة للحكام يستخدم فيها اللوحات الإرشادية , و أشرطة الفيديو لتعريفهم بالمخالفات الخاصة بلاعبي الأهلي الجديدة والعقوبات المحددة لذلك .
في نهاية الاجتماع ردد جميعا شعار الاتحاد وانصرفوا إلى منازلهم, وكان عنوان مقالة الصحفي الكبير حسن المستكاوى في الصباح بصحيفة الأهرام العريقة:
فيلم ثقافي
ثم استعرضت المقالة الخطوات التثقيفية التي سوف يقوم بها الاتحاد المصري للحكام ولاعبي الفرق الأخرى على ضوء القوانين الجديدة لكرة القدم المصرية التي تنظم مباريات الأهلي في الفترة القادمة , لتوفر الحماية للاعبي الفريق من الإصابات
منقول من موقع
زمالك تي في