اليوم كان أخر ميعاد لإستخراج البطاقة الإنتخابية, و لكنني كنت مرتبط بموعد في قرية الأغبياء في الصباح, و هنا تتجلى روح إنتصارات أكتوبر ثلاثة و سبعين و أنجولا ألفين و عشرة, فقد قررت أن أستيقذ مبكرا و أذهب للقسم قبل موعدي لتقديم طلب الحصول على البطاقة الإنتخابية.
قد تسألني إن كنت أنوي ترشيح أحدهم في إنتخابات مجلس الشعب أو الإنتخابات الرئاسية و إن كان ذلك هو سبب حماسي لإستخراج البطاقة, لكن إجابتي الصادمة ستكون لا, فالمرشحين في مثل تلك المناسبات يكونوا إما أشخاص مجهولة لا أعرفها أو أشخاص تحتل وجوهها صفحات الجرائد و البرامج الحوارية مما يجعلني أضج و أمل من مجرد وؤيتهم, ناهيك عن إنتخابهم.
المهم أنني ذهبت للقسم و لم أجد مكان مناسب لصف سياراتي, فإستعنت ببعض عبارات السباب البذئ تجاه هذا الوطن و من فيه و إستسلمت للواقع و تركت سياراتي صف تاني, و تركت نور الإنتظار مضاء حتى أًََُفهِم أي عسكري مرور قد تسول له نفسه لكلبشة سياراتي أنني سأعود بسرعة, نزلت من السيارة و تلفتُ حولي عسي أن يكون هناك عسكري مختبئ هنا أو هناك ينتظر لحظة إبتعادي عن السيارة حتي ينقض عليها, لكن عدم وجود أي شبح لعسكري محتمل ملء قلبي بالإيمان و دفعتني جرعة الوطنية السابق ذكرها للعدو بإتجاه قسم الشرطة لتقديم الطلب السابق ذكرة أيضا. لم يستغرق الأمر أكثر من دقائق معدوة, فبمجرد أن قدمت للمسؤول هناك بطاقتي و صورة منها, قام بملئ إستمارة و أخذ توقيعي عليها و أخبرني أن أمر عليهم مرة أخري في منتصف شهر مارس لأخذ البطاقة, فشكرته و إنصرفت.
عدت لممارسة رياضة العدو في الشارع و رجعت لسيارتي حتى لا أتأخر عى موعدي, لكنني فور دخولي للسيارة تنبهت أنه قد تمت مكافئتي على حسي الوطني بلصق مخالفة على زجاج السيارة, فعاودتني نوبات السباب و لم تتركني حتى وصلت لقرية الأغبياء السعيدة بسلام.
في المساء قررت أن أنطلق في رحلة عودتي للمنزل لحظة إطلاق صافرة بداية المبارة النهائية بين مصر و غانا, فهو أنسب و قت تكون فيه الشوارع خالية و على أي حال لن يستغرق الطريق أكثر من ربع ساعة يمكنني بعدها مشاهدة باقي المباراة و تشجيع منتخب مصر الوطني العزيز. لكن هيهات, فالطريق كان يعج بكل ما تشتهيه الأنفس من سيارات و شاحنات و جرارات زراعية, فإستعنت مرة أخري بعبارات السباب المفضلة لدي تجاه البلد و من فيها و ظللت أسير الطريق حتى فاتني الشوط الأول بأكملة.
لكنني و لله الحمد وصل قبل إنطلاق الشوط الثاني مما أعطاني الوقت الكافي لإفراغ شحنة الوطنية لدي و تشجيع منتخب بلدي طوال الخمس و أربعين دقيقة المتبقية, و فازت مصر و فازت معها وطنيتي و روح أكتوبر و غانا و أنجولا, و ها أنا أكتب إليكم و أنا مفعم بالنشوة و السعادة و أكاد لا أذكر مداعبة رجل المرور الخفي لي و إختفاؤة مني حتي غافلني و أعلن إنتصارة علي في لعبة القط و الفار بلصق مخالفته الشقية على زجاج سيارتي, و أكاد لا أذكر أيضا الزحام و السائقين الأغبياء الموجودين في كل مكان قريب أو بعيد عن قرية الأغبياء, فكما قلت لكم أنا اليوم سعيد و وطنيتي تحلق بي في عنان السماء.
دوم دوم دوم مصر ... دوم دوم دوم جدو
قد تسألني إن كنت أنوي ترشيح أحدهم في إنتخابات مجلس الشعب أو الإنتخابات الرئاسية و إن كان ذلك هو سبب حماسي لإستخراج البطاقة, لكن إجابتي الصادمة ستكون لا, فالمرشحين في مثل تلك المناسبات يكونوا إما أشخاص مجهولة لا أعرفها أو أشخاص تحتل وجوهها صفحات الجرائد و البرامج الحوارية مما يجعلني أضج و أمل من مجرد وؤيتهم, ناهيك عن إنتخابهم.
المهم أنني ذهبت للقسم و لم أجد مكان مناسب لصف سياراتي, فإستعنت ببعض عبارات السباب البذئ تجاه هذا الوطن و من فيه و إستسلمت للواقع و تركت سياراتي صف تاني, و تركت نور الإنتظار مضاء حتى أًََُفهِم أي عسكري مرور قد تسول له نفسه لكلبشة سياراتي أنني سأعود بسرعة, نزلت من السيارة و تلفتُ حولي عسي أن يكون هناك عسكري مختبئ هنا أو هناك ينتظر لحظة إبتعادي عن السيارة حتي ينقض عليها, لكن عدم وجود أي شبح لعسكري محتمل ملء قلبي بالإيمان و دفعتني جرعة الوطنية السابق ذكرها للعدو بإتجاه قسم الشرطة لتقديم الطلب السابق ذكرة أيضا. لم يستغرق الأمر أكثر من دقائق معدوة, فبمجرد أن قدمت للمسؤول هناك بطاقتي و صورة منها, قام بملئ إستمارة و أخذ توقيعي عليها و أخبرني أن أمر عليهم مرة أخري في منتصف شهر مارس لأخذ البطاقة, فشكرته و إنصرفت.
عدت لممارسة رياضة العدو في الشارع و رجعت لسيارتي حتى لا أتأخر عى موعدي, لكنني فور دخولي للسيارة تنبهت أنه قد تمت مكافئتي على حسي الوطني بلصق مخالفة على زجاج السيارة, فعاودتني نوبات السباب و لم تتركني حتى وصلت لقرية الأغبياء السعيدة بسلام.
في المساء قررت أن أنطلق في رحلة عودتي للمنزل لحظة إطلاق صافرة بداية المبارة النهائية بين مصر و غانا, فهو أنسب و قت تكون فيه الشوارع خالية و على أي حال لن يستغرق الطريق أكثر من ربع ساعة يمكنني بعدها مشاهدة باقي المباراة و تشجيع منتخب مصر الوطني العزيز. لكن هيهات, فالطريق كان يعج بكل ما تشتهيه الأنفس من سيارات و شاحنات و جرارات زراعية, فإستعنت مرة أخري بعبارات السباب المفضلة لدي تجاه البلد و من فيها و ظللت أسير الطريق حتى فاتني الشوط الأول بأكملة.
لكنني و لله الحمد وصل قبل إنطلاق الشوط الثاني مما أعطاني الوقت الكافي لإفراغ شحنة الوطنية لدي و تشجيع منتخب بلدي طوال الخمس و أربعين دقيقة المتبقية, و فازت مصر و فازت معها وطنيتي و روح أكتوبر و غانا و أنجولا, و ها أنا أكتب إليكم و أنا مفعم بالنشوة و السعادة و أكاد لا أذكر مداعبة رجل المرور الخفي لي و إختفاؤة مني حتي غافلني و أعلن إنتصارة علي في لعبة القط و الفار بلصق مخالفته الشقية على زجاج سيارتي, و أكاد لا أذكر أيضا الزحام و السائقين الأغبياء الموجودين في كل مكان قريب أو بعيد عن قرية الأغبياء, فكما قلت لكم أنا اليوم سعيد و وطنيتي تحلق بي في عنان السماء.
دوم دوم دوم مصر ... دوم دوم دوم جدو