أعلنت الأردن والمملكة العربية السعودية ومصر وعدة دول عربية وإسلامية أخرى أن غدا هو أول أيام شهر شوال كل عام وأنتم بخير، وأنا للأن لا أعرف إن كانت تمت الرؤية في كل تلك الدول أم أن بعضها إعتمد على رؤية الأخرين أم ماذا، وإن كان هذا الأمر لا يعنيني الآن. فما يعنين هو أن رأي علماء الفلك قد أجزم بعدم إمكانية رؤية الهلال ومع ذلك فقد تمت رؤيته، فمن الممكن أن يكون الهلال قابل للرؤية بالحسابات الفلكية ولا تتم رؤيتة لأي أسباب مناخية أو غيرها، لكن العكس هنا غير منطقي إطلاقا.
حينما أواجه أحد بتلك الشكوك فعادة يكون رده أن الحسابات الفلكية غير دقيقة وأنه حتى علماء الفلك مختلفين بينهم فتارة تصوم دولة وتفطر أخرى رغم إجماع الإثنين على إعتمادهم على الفلك في تقرير أوائل الشهور. وطبعا هو كلام غير دقيق، فالحسابات الفلكية دقيقة ومن ثم يلزم هنا شرح بعض الأمور حتى يتضح سبب ذلك اللبس
فكما هو معلوم تحول القمر في مراحلة المختلفة من هلال إلي بدر يعتمد على وضع الأرض والشمس والقمر، فنور الشمس ينعكس على القمر ولكن دوران القمر حول الأرض مرة كل شهر هو ما يخلق تلك الأطوار المختلفة للقمر، فالقمر يكون بدرا حين تقع الأرض بينه وبين الشمس ويختفي تماما حين يكون هو بين الأرض والشمس، هذه الأطوار لا علاقة لها بخسوف القمر فهي ظاهرة أخرى لا أود الخوض فيها الآن. المهم هنا أن اللحظة التي يختفي فيها القمر كليا نتيجة وقوعة بين الأرض والشمس وإضائة الشمس لجانبه الغير مواجه للأرض يسميها العلماء لحظة الإقتران، وهنا يظهر أول أسباب الإختلاف، فرغم أن حساب وقت إقتران القمر يتم بدقة إلا أن الإختلاف هنا فقهي ديني وليس فلكي، فبعض الفقهاء يذهب إلى تحديد بداية الشهر عند تلك اللحظة كون الهلال يبدأ في التكون من عندها، أما الرأي الأخر فيقول أن الصيام والإفطار يكون برؤية الهلال بالعين، والهلال يستغرق مدة زمنية حتي يمكننا رؤيته بالعين بعد الإقتران وبالتالي فالإقتران هنا لا يكون علامة بداية الشهر الهجري، فهو فلكيا بداية الشهر القمري لكنه ليس بداية الشهر الهجري بمفهومه الإسلامي.
هناك أيضا نقطة أخرى، فالقمر كما هي الشمس يشرق ويغرب كل يوم وإن كانت لفظة شروق وغروب غير دقيقة هنا، لكني دعوني أستخدمها هنا تجاوزا، ولحظات شروق وغروب القمر وزوايا إرتفاعة في السماء أيضا يحسبها الفلكيون وبدقة. وأهمية تلك النقطة أنه من الممكن مثلا أن يغرب القمر قبل غروب الشمس وبالتالي لن يمكننا رؤيته في الليل، ومن الممكن أيضا أن يحدث الإقتران بعد غروب الشمس أو قبلها بوقت قصير وبالتالي قد ينهى الهلال دورة شروقة وغروبة وهو في طور أقل حجما مما يمكننا أن نراه بأعيننا أو حتى بالمناظير. ناهيك عن أن جهة الغرب تظل مضيئة لفترة بعد غروب الشمس مما قد يؤدي إلى أن يستمر الهلال في السماء لفترة وجيزة بعد غروب الشمس ولكن على إرتفاع منخفض قد يؤدي إلى عدم إمكانيتنا لرؤيته نظرا لضوء الشمس الذي يغطي عليه.
فكما هو واضح الآن، الحسابات الفلكية هنا دقيقة جدا، و عن طريقها يمكنا أن نعرف بالتحديد متى يكون الهلال قابل للرؤية و أين سيكون موضعة في السماء و حتى حجمه، وفي المقابل متى لن نتمكن من رؤيته لأي من الأسباب السالف ذكرها، وفي النهاية الأمر متروك لمتحرى رؤية الهلال لرؤيته بأعينهم، لكن بالتأكيد يجب أن يروه حينما يكون قابل للرؤية وليس ورؤيته مستحيلة.
والآن دعوني أعود للحظة الحالية، فإعلان رؤية هلال شوال غدا تتعارض مع رأي الفلك هنا، فمحمد شوكت عودة رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة أشار إلى أستحالة رؤية الهلال الليلة بسبب غروب القمر قبل أو مع غروب الشمس في أجزاء واسعة من العالم، مثل شمال ووسط قارة آسيا بما في ذلك الإمارات وقطر والبحرين والكويت وشمال ووسط السعودية والعراق وبلاد الشام وشمال القارة الإفريقية، وأما ما تبقى من الوطن العربي والإسلامي فإن القمر سيغيب في تلك المناطق بعد غروب الشمس ولكن بمدة قصيرة جدا لا تسمح برؤية الهلال لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوبات، وهذا يعني أنه لا يمكن رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين من أي منطقة في العالم الإسلامي سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب.
والرسمة التالية توضح الأمر، ففي الأجزاء المبينة باللون الأحمر أو الأبيض تستحيل الرؤية أو هي غير ممكنة، أما تلك الملونة باللون الأزرق فيشترط إستخدام مناظير للرؤية وتبقى الأجزاء الوردية والخضراء هي ما يمكن فيها رؤية الهلال أو أن رؤيته سهلة، وكما هو واضح هنا فهى أماكن بالإضافة إلى كونها خارج العالم الإسلامي، فحتى لو وجد من العلماء من يرى أنه يمكننا الإعتماد على رؤية من لا يشترك معنا في الليل فإن الليل هناك سيكون بعد طلوع الفجر هنا وبالتالي فحين يبصروا القمر سنكون نحن قد أنتقلنا إلى الغد.
وللتوضيح الرسمة بالأسفل تبين حالة الرؤيا غدا، وهي ستكون سهلة في منطقتنا
والجمعية الفلكية بجدة أيضا إتفقت مع محمد عودة في نفس الرأي كون رؤية الهلال غير ممكنة الليلة، وهو أيضا ما ذهبت إليه تلك المدونة التي تعنى بالفلك.
في النهاية عيد سعيد أيا كان مكانك وأيا كانت بداية شهر شوال التى تعتمدها.
حينما أواجه أحد بتلك الشكوك فعادة يكون رده أن الحسابات الفلكية غير دقيقة وأنه حتى علماء الفلك مختلفين بينهم فتارة تصوم دولة وتفطر أخرى رغم إجماع الإثنين على إعتمادهم على الفلك في تقرير أوائل الشهور. وطبعا هو كلام غير دقيق، فالحسابات الفلكية دقيقة ومن ثم يلزم هنا شرح بعض الأمور حتى يتضح سبب ذلك اللبس
فكما هو معلوم تحول القمر في مراحلة المختلفة من هلال إلي بدر يعتمد على وضع الأرض والشمس والقمر، فنور الشمس ينعكس على القمر ولكن دوران القمر حول الأرض مرة كل شهر هو ما يخلق تلك الأطوار المختلفة للقمر، فالقمر يكون بدرا حين تقع الأرض بينه وبين الشمس ويختفي تماما حين يكون هو بين الأرض والشمس، هذه الأطوار لا علاقة لها بخسوف القمر فهي ظاهرة أخرى لا أود الخوض فيها الآن. المهم هنا أن اللحظة التي يختفي فيها القمر كليا نتيجة وقوعة بين الأرض والشمس وإضائة الشمس لجانبه الغير مواجه للأرض يسميها العلماء لحظة الإقتران، وهنا يظهر أول أسباب الإختلاف، فرغم أن حساب وقت إقتران القمر يتم بدقة إلا أن الإختلاف هنا فقهي ديني وليس فلكي، فبعض الفقهاء يذهب إلى تحديد بداية الشهر عند تلك اللحظة كون الهلال يبدأ في التكون من عندها، أما الرأي الأخر فيقول أن الصيام والإفطار يكون برؤية الهلال بالعين، والهلال يستغرق مدة زمنية حتي يمكننا رؤيته بالعين بعد الإقتران وبالتالي فالإقتران هنا لا يكون علامة بداية الشهر الهجري، فهو فلكيا بداية الشهر القمري لكنه ليس بداية الشهر الهجري بمفهومه الإسلامي.
هناك أيضا نقطة أخرى، فالقمر كما هي الشمس يشرق ويغرب كل يوم وإن كانت لفظة شروق وغروب غير دقيقة هنا، لكني دعوني أستخدمها هنا تجاوزا، ولحظات شروق وغروب القمر وزوايا إرتفاعة في السماء أيضا يحسبها الفلكيون وبدقة. وأهمية تلك النقطة أنه من الممكن مثلا أن يغرب القمر قبل غروب الشمس وبالتالي لن يمكننا رؤيته في الليل، ومن الممكن أيضا أن يحدث الإقتران بعد غروب الشمس أو قبلها بوقت قصير وبالتالي قد ينهى الهلال دورة شروقة وغروبة وهو في طور أقل حجما مما يمكننا أن نراه بأعيننا أو حتى بالمناظير. ناهيك عن أن جهة الغرب تظل مضيئة لفترة بعد غروب الشمس مما قد يؤدي إلى أن يستمر الهلال في السماء لفترة وجيزة بعد غروب الشمس ولكن على إرتفاع منخفض قد يؤدي إلى عدم إمكانيتنا لرؤيته نظرا لضوء الشمس الذي يغطي عليه.
فكما هو واضح الآن، الحسابات الفلكية هنا دقيقة جدا، و عن طريقها يمكنا أن نعرف بالتحديد متى يكون الهلال قابل للرؤية و أين سيكون موضعة في السماء و حتى حجمه، وفي المقابل متى لن نتمكن من رؤيته لأي من الأسباب السالف ذكرها، وفي النهاية الأمر متروك لمتحرى رؤية الهلال لرؤيته بأعينهم، لكن بالتأكيد يجب أن يروه حينما يكون قابل للرؤية وليس ورؤيته مستحيلة.
والآن دعوني أعود للحظة الحالية، فإعلان رؤية هلال شوال غدا تتعارض مع رأي الفلك هنا، فمحمد شوكت عودة رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة أشار إلى أستحالة رؤية الهلال الليلة بسبب غروب القمر قبل أو مع غروب الشمس في أجزاء واسعة من العالم، مثل شمال ووسط قارة آسيا بما في ذلك الإمارات وقطر والبحرين والكويت وشمال ووسط السعودية والعراق وبلاد الشام وشمال القارة الإفريقية، وأما ما تبقى من الوطن العربي والإسلامي فإن القمر سيغيب في تلك المناطق بعد غروب الشمس ولكن بمدة قصيرة جدا لا تسمح برؤية الهلال لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوبات، وهذا يعني أنه لا يمكن رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين من أي منطقة في العالم الإسلامي سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب.
والرسمة التالية توضح الأمر، ففي الأجزاء المبينة باللون الأحمر أو الأبيض تستحيل الرؤية أو هي غير ممكنة، أما تلك الملونة باللون الأزرق فيشترط إستخدام مناظير للرؤية وتبقى الأجزاء الوردية والخضراء هي ما يمكن فيها رؤية الهلال أو أن رؤيته سهلة، وكما هو واضح هنا فهى أماكن بالإضافة إلى كونها خارج العالم الإسلامي، فحتى لو وجد من العلماء من يرى أنه يمكننا الإعتماد على رؤية من لا يشترك معنا في الليل فإن الليل هناك سيكون بعد طلوع الفجر هنا وبالتالي فحين يبصروا القمر سنكون نحن قد أنتقلنا إلى الغد.
وللتوضيح الرسمة بالأسفل تبين حالة الرؤيا غدا، وهي ستكون سهلة في منطقتنا
والجمعية الفلكية بجدة أيضا إتفقت مع محمد عودة في نفس الرأي كون رؤية الهلال غير ممكنة الليلة، وهو أيضا ما ذهبت إليه تلك المدونة التي تعنى بالفلك.
في النهاية عيد سعيد أيا كان مكانك وأيا كانت بداية شهر شوال التى تعتمدها.
هناك تعليق واحد:
استاذ طارق عمر
مازلت انتظر رد سيادتك لتزويدى بعنوان البريد الالكترونى للاجابة على استمارة الاستقصاء الخاصة بى حيث احتاج اليها فى وقت قريب ، وانا مهتمة بمدونتك ولذلك ارجو منك مساعدتى .
bloggingsurvey@yahoo.com
مها بهنسى
معيدة بكلية الاعلام جامعة القاهرة
إرسال تعليق