2008/04/28

لا تقاطعوا العالم يا عالم

كتبت هنا من فترة مطالبا الناس بمقاطعة العالم كله
بل طالبتهم بمقاطعة أنفسهم أيضا
لكن قسم التعليقات على ما كتبته كان مثل أعمدة الكباري
كل يجود بما في مثانته هناك

دعوني أسألكم
حين قررت إحدى الصحف الدنماركية نشر أعمال بعض الرسامين المغمورين التي تسيء إلى الرسول الأعظم صلواة الله و سلامه عليه
فنحن هنا قد نتفق أن تلك الصحف و هؤلاء الرسامين ولاد ستين في سبعين
و أيضا حين قام مخرج هولندي بتصوير فيلم فتنة
فمن حقنا أن نلعنه كيفما نشاء
لكننا أغفلنا أمر مهم جدا
ففي دول العالم الأول المتخلفة مثل الدنمارك و هولندا
ليس من حق الحكومات مصادرة الصحف و فرض رقابة عليها
لذلك فإن الحكومات هناك حين ترفض منع الفيلم أو مصادرة الجريد فهي لا تفعل ذلك بإيعاذ من الصهيونية العالمية أو نكاية في العرب و المسلمين
لكنها ببساطة لا تملك حق المنع و الحظر و الإعتقال و ما إلى هنالك من مخترعات شرق أوسطية
كما أننا من غير المنطقي أن نعاقب إحدى الشركات فقط لأنها تنتمي لنفس الدولة التي تنتمي لها تلك الصحيفة أو هذا المخرج
فإننا بذلك كمن يعاقب بقال لأن البقال المجاور له يبيع مشروبات كحولية
أو أن نعاقب سائق ميكروباص و نرفض دفع الأجرة له لأن أحد الركاب كان يسب الدين للراكب المجاور له

طبعا أصحاب المثانة الممتلئة سيصبون جام غضبهم علي و يتهموني بالسلبية
لكن أولا الرسول أعظم و أجل شأنا من أن تضيره رسمة فنان مغمور أو حتي فنان مشهور
ثانيا مثل تلك الدول بها قوانين مدنية و بالتأكيد عندهم قوانين ضد السب العلني و التشهير
أنا هنا لا أدعي علما بقوانين تلك الدول
لكن هل من حقي أن أقول فى وسائل الإعلام هناك أن شخص ما كذا و كذا دون دليل؟
هل من حقي سب سين من الناس كيفما أشاء؟
هل هناك عقوبات محددة للسب العلني؟

أعتقد أن إجابة تلك الأسئلة قد تساعدنا على إجاد وسائل عملية بدل من دعاوى المقاطعة العشوائية
في إنتظار إجاباتكم لإكمال المناقشة

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

أنا لا أمتلك رأيا محدداً تجاه المقاطعة، لكنها بالنسبة لي أفضل مليون ومئة مليون مرة من الأعمال الهمجية (المسيسة) التي سادت العالم العربي والإسلامي إلى حد.

تلك الأعمال فعلاً أساءت إلى سمعت الإسلام والمسلمين خصوصاً في الغرب. فقد ساعدت الزاعمين بأن المسلمين "شلة همج" وبات الإيعاز إلى الرهبة من "همجية المسلمين" أمراً متكرراً في الأعمال الكوميدية. ذلك علماً بأن رسولنا الأكرم كان يتعرض للأذى المتكرر من أحد جيرانه و لم يكن يعامله إلا بكامل الإحترام (مما دفع ذلك الجار إلى إعتناق الإسلام في ما بعد).

يعني اللي بدي أقوله أنني بالرغم من أنني لا أمتلك رأياً محددا تجاه المقاطعة، ولكنها بالنسبة لي أفضل بمليون مرة من الطرق الأخرى

Unknown يقول...

مرحبا بك يا زعتر
لكن ألا تتفق معى ان هناك سبل أكثر فاعلية و عقلانية أيضا ؟

عدى النهار يقول...

بغض النظر عن تأثير المقاطعة أعتقد إنها رد فعل نفسي تلقائي لايجب أن يحتاج لدعوة الناس لممارسته

Naela Omar يقول...

totally agree Tarek, actually I believe we made a big story of something that doesn't need to be mentioned, if we just left them, say whatever they want, or draw whatever they think, it would have all passed, and now one would remember anything about it now!
bas lel asaf, el nas di b tel3ab b masha3erna..we7na hobl b negry wara el kalam da. and I believe bardo, en da fel deen beta3na "wa iza 7'atabahom el jaheloona qaloo salama"!!!

سراج يقول...

الدول العربية أضعف من أن تقاطع في أي مجال من مجالات الحياة ناهيك عن أن سياسونا يخضعون لهم بالكامل، أتصور أن إيران، ماليزيا ونظير هذه الدول بأمكانها أن تقاطع أما نحن فلايمكننا إلا إذا أتحدت تلك الدول وهذا من رابع المستحيلات.. تحياتي