الحسن والقبيح، هل هم عقليين أم نقليين؟ دار هذا الجدل بين علماء الكلام الأشاعرة والمعتزلة أيام الدولة العباسية، والجدل بإختصار هو، هل أفعال كالصدق والأمانة والشجاعة هي أفعال نستحسنها لأن عقولنا تراها حسنة أم أن عقولنا قاصرة على معرفة ذلك وأننا نستحسنها لأن الله أمرنا بذلك؟ وكذلك الحال بالنسبة للأفعال القبيحة كالكذب والخيانة والجبن.
عن نفسي لا أستطيع أن أنتظر رأي رجل الدين حتى أقرر متى أحب وأكره ومتى أرضى وأغضب. فرغم وجود أدلة دينية تحثني على عدم التعدي على المخالف لي في الدين وودهم، إلا أن عقلي أيضا وقلبي قادرين على الإدراك بدونها أنه يجب علي أن أبادل من يودني بالود دون الحاجة لدليل شرعي على ذلك، وبالتالي فتصريحات ياسر البرهامي مثلا والقائل فيها أنه لا يمكنه أن يحب شخص مخالف له في الدين حتى لو لم يؤذه هذا الشخص وعامله بالحسني كانت صادمة لعقلي قبل أن تكون صادمي لقناعاتي الدينية كمسلم.
لم أتصور حين رأيت الجنود يضربون فتاة حتى تكشف جسدها، لم أتصور أن هناك شخص على وجه الأرض يمكنه أن يرى ذلك ولا يغضب، أو أن تسول له نفسه أن يبرر للجنود فعلتهم مثلا. لكن للأسف وجدت أشخاصا يبررون ما حدث وأخرين خجلوا من أن يبرروا الحدث فذهبوا إلى تشتيت الناس في تفاصيل لا هدف لها سوى إلهاء الناس عن الجريمة. يمكنكم قرأة تدوينة داليا غراب حول الموضوع هنا. وما يعنيني هنا هو قول بعضهم أن الجيش مخطئ لكن لا قبل لنا بمواجهته فلنصمت ولا ندين فعلته الآن حتى تنتهى الإنتخابات ونصل للحكم بشكل ما أو بأخر وحينها يمكننا محاسبته. وأنا أعترف أنني لا قبل لي بمواجهة منطقهم، فحجتهم أقوي من حجتى حين أغضب بالتأكيد، لكنها بالنسبة لي كحجة شخص رجع بيته فوجد شخص أقوى منه بكثير يغتصب زوجته، فأثر ألا يدخل في مواجهة معه يراها خاسرة، فإكتفي بتصوير الجريمة في هدوء وراحة بال ليقدم شكوى للشرطة بعد ذلك، منطق عقلي في غاية البراجماتية والوجاهة لكنني لا يمكن أن أقبله على وجاهته، خاصة في جريمه كهذه. وإستكمالا لنفس المثال فمن يبرر فعلة العسكر أو يركز علي تفصيلة تغطيه أحد الجنود للفتاة بعد الإنتهاء من ضربها مثله كمثل الزوج المذكور أعلاه حين يجد أن المغتصب الحمد لله يرتدي كوندوم أثناء إغتصابه لزوجته فيقرر شكره على ذلك ويعتبرها جريمة غير مقصودة.
بإختصار أنا لا أحتاج لرجل الدين ليقرر لي متى أحب وأكره ولا أحتاج للتحليل العقلي العميق لأعرف متى أغضب. وإن لم تقدر على دفع الظلم بيدك فعلى الأقل لا تخذله بلسانك.
وختاما، قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنما بعثت لي أتمم مكارم الأخلاق.
عن نفسي لا أستطيع أن أنتظر رأي رجل الدين حتى أقرر متى أحب وأكره ومتى أرضى وأغضب. فرغم وجود أدلة دينية تحثني على عدم التعدي على المخالف لي في الدين وودهم، إلا أن عقلي أيضا وقلبي قادرين على الإدراك بدونها أنه يجب علي أن أبادل من يودني بالود دون الحاجة لدليل شرعي على ذلك، وبالتالي فتصريحات ياسر البرهامي مثلا والقائل فيها أنه لا يمكنه أن يحب شخص مخالف له في الدين حتى لو لم يؤذه هذا الشخص وعامله بالحسني كانت صادمة لعقلي قبل أن تكون صادمي لقناعاتي الدينية كمسلم.
لم أتصور حين رأيت الجنود يضربون فتاة حتى تكشف جسدها، لم أتصور أن هناك شخص على وجه الأرض يمكنه أن يرى ذلك ولا يغضب، أو أن تسول له نفسه أن يبرر للجنود فعلتهم مثلا. لكن للأسف وجدت أشخاصا يبررون ما حدث وأخرين خجلوا من أن يبرروا الحدث فذهبوا إلى تشتيت الناس في تفاصيل لا هدف لها سوى إلهاء الناس عن الجريمة. يمكنكم قرأة تدوينة داليا غراب حول الموضوع هنا. وما يعنيني هنا هو قول بعضهم أن الجيش مخطئ لكن لا قبل لنا بمواجهته فلنصمت ولا ندين فعلته الآن حتى تنتهى الإنتخابات ونصل للحكم بشكل ما أو بأخر وحينها يمكننا محاسبته. وأنا أعترف أنني لا قبل لي بمواجهة منطقهم، فحجتهم أقوي من حجتى حين أغضب بالتأكيد، لكنها بالنسبة لي كحجة شخص رجع بيته فوجد شخص أقوى منه بكثير يغتصب زوجته، فأثر ألا يدخل في مواجهة معه يراها خاسرة، فإكتفي بتصوير الجريمة في هدوء وراحة بال ليقدم شكوى للشرطة بعد ذلك، منطق عقلي في غاية البراجماتية والوجاهة لكنني لا يمكن أن أقبله على وجاهته، خاصة في جريمه كهذه. وإستكمالا لنفس المثال فمن يبرر فعلة العسكر أو يركز علي تفصيلة تغطيه أحد الجنود للفتاة بعد الإنتهاء من ضربها مثله كمثل الزوج المذكور أعلاه حين يجد أن المغتصب الحمد لله يرتدي كوندوم أثناء إغتصابه لزوجته فيقرر شكره على ذلك ويعتبرها جريمة غير مقصودة.
بإختصار أنا لا أحتاج لرجل الدين ليقرر لي متى أحب وأكره ولا أحتاج للتحليل العقلي العميق لأعرف متى أغضب. وإن لم تقدر على دفع الظلم بيدك فعلى الأقل لا تخذله بلسانك.
وختاما، قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنما بعثت لي أتمم مكارم الأخلاق.
هناك تعليق واحد:
إرسال تعليق