تعالى دوي محركات الطائرة الذي إختلط بصوت المضيفة العذب وهي تخبر الركاب بأن الطائرة في سبيلها للهبوط في مطار لوس أنجلوس الدولي، أحكم الصحفي إبراهيم هدهد ربط حزامه وهو يفكر في المهمة التي سافر من أجلها لأمريكا، فهو مكلف بالبحث عن جنسية أم أبو إسماعيل الحقيقية. وبمجرد خروجه من المطار داعب نسيم المحيط الهاديء أنفه وتوقف للحظات ليعدل من نظارته الطبية ثم أشار لتاكسي من بعيد ... تاكس! السجل المدني وحياة أبوك.
بدأت رحلة العذاب بمجرد دخوله السجل المدني، فالساعة كانت حوالي العاشرة الصباحا والموظفين كانوا يتناولون وجبة الإفطار ويحتسون كوبا من الجعة، وحين سألهم هدهد عن موضوع أبو إسماعيل وجنسية أمه أخبره أحد الموظفين أن السيستم بتاع كاليفورنيا واقع ويجب عليه أن يذهب للمركز الرئيسي في واشنطون دي سي - تيار غير متردد - ليسأل هناك، لكن فور أن غمز له هدهد وكرمش له خمسة دولارات إرتسمت على وجه الموظف إبتسامة تشبه إبتسامة نادر بكار ورحب به بشكل مبالغ فيه، "ده إحنا زارني النبي يا أستاذ، تشرب إيه؟ شاي؟ قهوة؟ جعة ساقعة؟"، لكن هدهد أشار له إشارة ذات مغذى وقال له "إنجز يا روح أمك أنا أصلا مصري ومش حاتخيل عليا الحبتين بتوعك دول".
إصطحبه الموظف إلى غرفة الأرشيف وبدأوا في البحث سويا داخل السجلات المغطاة بالأتربة والعناكب الأمريكية السامة. حرف الإتش ، حرف الإتش، وروح يا نوفمبر تعالى يا ديسمبر، وهوووب، وقع في إيد هدهد الملف الخاص بالممثل الشهير أرنولد شوارزينجر فوجد خانة جنسية الأم مكتوب فيها فيننا - النمسا، فتعجب من طيبة قلب الأمريكان، كيف يسمحون لشخص نمساوي الأصل أن يكون حاكم ولاية عندهم، لكنه تجاهل الأمر وإستمر في البحث دون جدوي. مرت أيام وهو يذهب كل يوم ليبحث في السجلات إلى أن إنتهى منها ولم يجد إسم أم أبو إسماعيل فتنفس الصعداء وأدرك أنها مصرية وأن كل ما أشيع عن جنسيتها الأمريكية محض إفتراء، لكن سرعان ما جاؤه صوت الموظف ليخبره ألا يفرح، فهناك حريق قد شب في السجل منذ إسبوعين وإلتهم نصف الملفات هناك وربما يكون إسمها في أحد تلك الملفات المحترقة ... طب والعمل؟ أخبره الموظف بأنه يجب أن يذهب ليسأل شيخ حارة حي بيل إير الذي كانت تقطنه الوالدة، فغالبا هو على دراية بجنسيتها ومقاس البرا بتاعها لو لزم الأمر، ووعده بأن يرسل له المعلومات التي يريدها عن أم أبو إسماعيل في حال عاد السيستم للعمل من جديد قريبا.
لم تخلو شوارع بيل إير من بوسترات أبو إسماعيل مثلها مثل شوارع قاهرة المعز بالظبط، بل أنه وجد بعض الهيبيز السلفيين يطوفون أرجاء الحي في عربة سوزكي ممسكين بمايكرفون ويهتفون بلغة عربية مكسرة، "هازيمون هازيمون" ... "يا شعب كاليفورنيا الكرام، أدريكوا المومنت الفارقة"، سال هدهد أحدهم عن عنوان منزل شيخ الحارة، أو سيناتور الحارة كما يسمونه هناك فأشار له إلي منزل يعلوا التل الموجود في أخر الشارع، كانت رحلة صعود التل مرهقة لكن إبتسامة أبو إسماعيل المطلة من داخل البوسترات كانت تدفعه للإستمرار في الصعود. دق الباب ففتحت له زوجة شيخ الحارة وهي متشحة بالسواد وعينيها مليئة بالدموع وحين سألها عن الرجل إنفجرت في البكاء لتخبره أنه قد ذهب ليقابل وجه الكريم منذ لحظات وأن روحة فارقته إلى بارئها أثناء مشاهدته لفيلم بورنو بطولة غادة عبد الرازق كانت تقوم فيه بدور فتاة إخوانية ملتزمة دفعتها ظروف الحياة للرذيلة، ربت على كتفها مواسيا وقال لها أن الكونجرس الأمريكي لو كان فعل مثل نظيره المصري وطالب بغلق المواقع الإباحية ما كان لزوجها أن يموت تلك الميتة البشعة وترك المنزل بعد أن شرب كأسا من النبيذ على الريحة ليهيم على وجهه في شوارع المدينة محاولا إيجاد إجابة لحيرته وحيرة مصر بأكملها.
أثناء سيره في شوارع المدينة وجد شابا أمريكيا يعلق بعض بوسترات أبو إسماعيل على أعمدة الإنارة بكل همة وحماس، فحياه وسأله عن سر حماستة الشديد فأخبره أنهم وعدوه بأن يسهلوا له الحصول على وظيفة كاشير في فرع التوحيد والنور الموجود في مدينة سان فرانسيسكو القريبة، ثم وجد شابا أخر يقوم بطبع تيشرتات مكتوب عليها "سنحيا كراما" بالعربية وتحتها "فقط إفعلها" بالإنجليزية وعلامة نايكي إلا أن شابا أخر كان يرتدي تيشيرت مكتوب عليه "خيرت الشاطر ... جوزيف هذا العصر" وكان يرمق الشاب الأول بنظرات حادة متقطعة.
تعجب هدهد بشدة من شعبية أبو إسماعيل الجارفة في أمريكا وتسائل لماذا لا يتركه من مصر وهمها ويرشح نفسه في أمريكا طالما أن شعبيته هناك بهذا الحجم، وأهي أمريكا برده بلد مش بطالة ... إلا أن صوت نانسي عجرم وهي تقول "أنا مصري وأبويا مصري" قطع أفكاره، فإلتفت إلى مصدره ليجدها عربة ضخمة عليها دعاية لعمر سليمان، فأدرك اللحظة الفارقة و قرر العودة إلى مصر في إنتظار أن يصلحوا السيستم الخاص بالسجل المدني الأمريكي ويرسلوا له جنسية أم أبو إسماعيل
بدأت رحلة العذاب بمجرد دخوله السجل المدني، فالساعة كانت حوالي العاشرة الصباحا والموظفين كانوا يتناولون وجبة الإفطار ويحتسون كوبا من الجعة، وحين سألهم هدهد عن موضوع أبو إسماعيل وجنسية أمه أخبره أحد الموظفين أن السيستم بتاع كاليفورنيا واقع ويجب عليه أن يذهب للمركز الرئيسي في واشنطون دي سي - تيار غير متردد - ليسأل هناك، لكن فور أن غمز له هدهد وكرمش له خمسة دولارات إرتسمت على وجه الموظف إبتسامة تشبه إبتسامة نادر بكار ورحب به بشكل مبالغ فيه، "ده إحنا زارني النبي يا أستاذ، تشرب إيه؟ شاي؟ قهوة؟ جعة ساقعة؟"، لكن هدهد أشار له إشارة ذات مغذى وقال له "إنجز يا روح أمك أنا أصلا مصري ومش حاتخيل عليا الحبتين بتوعك دول".
إصطحبه الموظف إلى غرفة الأرشيف وبدأوا في البحث سويا داخل السجلات المغطاة بالأتربة والعناكب الأمريكية السامة. حرف الإتش ، حرف الإتش، وروح يا نوفمبر تعالى يا ديسمبر، وهوووب، وقع في إيد هدهد الملف الخاص بالممثل الشهير أرنولد شوارزينجر فوجد خانة جنسية الأم مكتوب فيها فيننا - النمسا، فتعجب من طيبة قلب الأمريكان، كيف يسمحون لشخص نمساوي الأصل أن يكون حاكم ولاية عندهم، لكنه تجاهل الأمر وإستمر في البحث دون جدوي. مرت أيام وهو يذهب كل يوم ليبحث في السجلات إلى أن إنتهى منها ولم يجد إسم أم أبو إسماعيل فتنفس الصعداء وأدرك أنها مصرية وأن كل ما أشيع عن جنسيتها الأمريكية محض إفتراء، لكن سرعان ما جاؤه صوت الموظف ليخبره ألا يفرح، فهناك حريق قد شب في السجل منذ إسبوعين وإلتهم نصف الملفات هناك وربما يكون إسمها في أحد تلك الملفات المحترقة ... طب والعمل؟ أخبره الموظف بأنه يجب أن يذهب ليسأل شيخ حارة حي بيل إير الذي كانت تقطنه الوالدة، فغالبا هو على دراية بجنسيتها ومقاس البرا بتاعها لو لزم الأمر، ووعده بأن يرسل له المعلومات التي يريدها عن أم أبو إسماعيل في حال عاد السيستم للعمل من جديد قريبا.
لم تخلو شوارع بيل إير من بوسترات أبو إسماعيل مثلها مثل شوارع قاهرة المعز بالظبط، بل أنه وجد بعض الهيبيز السلفيين يطوفون أرجاء الحي في عربة سوزكي ممسكين بمايكرفون ويهتفون بلغة عربية مكسرة، "هازيمون هازيمون" ... "يا شعب كاليفورنيا الكرام، أدريكوا المومنت الفارقة"، سال هدهد أحدهم عن عنوان منزل شيخ الحارة، أو سيناتور الحارة كما يسمونه هناك فأشار له إلي منزل يعلوا التل الموجود في أخر الشارع، كانت رحلة صعود التل مرهقة لكن إبتسامة أبو إسماعيل المطلة من داخل البوسترات كانت تدفعه للإستمرار في الصعود. دق الباب ففتحت له زوجة شيخ الحارة وهي متشحة بالسواد وعينيها مليئة بالدموع وحين سألها عن الرجل إنفجرت في البكاء لتخبره أنه قد ذهب ليقابل وجه الكريم منذ لحظات وأن روحة فارقته إلى بارئها أثناء مشاهدته لفيلم بورنو بطولة غادة عبد الرازق كانت تقوم فيه بدور فتاة إخوانية ملتزمة دفعتها ظروف الحياة للرذيلة، ربت على كتفها مواسيا وقال لها أن الكونجرس الأمريكي لو كان فعل مثل نظيره المصري وطالب بغلق المواقع الإباحية ما كان لزوجها أن يموت تلك الميتة البشعة وترك المنزل بعد أن شرب كأسا من النبيذ على الريحة ليهيم على وجهه في شوارع المدينة محاولا إيجاد إجابة لحيرته وحيرة مصر بأكملها.
أثناء سيره في شوارع المدينة وجد شابا أمريكيا يعلق بعض بوسترات أبو إسماعيل على أعمدة الإنارة بكل همة وحماس، فحياه وسأله عن سر حماستة الشديد فأخبره أنهم وعدوه بأن يسهلوا له الحصول على وظيفة كاشير في فرع التوحيد والنور الموجود في مدينة سان فرانسيسكو القريبة، ثم وجد شابا أخر يقوم بطبع تيشرتات مكتوب عليها "سنحيا كراما" بالعربية وتحتها "فقط إفعلها" بالإنجليزية وعلامة نايكي إلا أن شابا أخر كان يرتدي تيشيرت مكتوب عليه "خيرت الشاطر ... جوزيف هذا العصر" وكان يرمق الشاب الأول بنظرات حادة متقطعة.
تعجب هدهد بشدة من شعبية أبو إسماعيل الجارفة في أمريكا وتسائل لماذا لا يتركه من مصر وهمها ويرشح نفسه في أمريكا طالما أن شعبيته هناك بهذا الحجم، وأهي أمريكا برده بلد مش بطالة ... إلا أن صوت نانسي عجرم وهي تقول "أنا مصري وأبويا مصري" قطع أفكاره، فإلتفت إلى مصدره ليجدها عربة ضخمة عليها دعاية لعمر سليمان، فأدرك اللحظة الفارقة و قرر العودة إلى مصر في إنتظار أن يصلحوا السيستم الخاص بالسجل المدني الأمريكي ويرسلوا له جنسية أم أبو إسماعيل
هناك 8 تعليقات:
حلوة جدا
جامده جدا
تسلم ايدك استاذ طارق
اللهم ولى من يصلح
الله يحمى ترابك يا مصر
اللهم ولى امورنا خيرنا ولا تولى امورنا شرارنا .... :)
يااارب الخير لمصر ...اللهم ولى من يصلح
فين الموضوعات الجديدة .. ؟؟
إرسال تعليق