كثير من الناس ترى أن قرار سويسرا بمنع المآذن هو قرار غير مؤثر فالمأذنة مجرد بناء تمت إضافته للجوامع بغرض رفع الأذان و مع وجود الميكرفونات الآن فإنها أصبحت بلا معني و الإستغناء عنها لا يضيرنا و لايضير ديننا.
لكنني قد أختلف معهم ... فالجامع ليس مجرد مكان للصلاة لكنه أيضا مثلة مثل الكنائس رمز ثقافي لأصحابة ... فالجامع المصري يختلف في عمارته عن الجامع الهندي. و حتي في المكان الواحد كل عصر له الطراز الخاص به, فالجوامع المملوكية تختلف عن مثيلاتها العثمانية أو الأيوبية. فعمارة المساجد و ما بها من مكونات الفن الإسلامي هي جزء أساسي من شخصية و ثقافة المكان, مثلها مثل عمارة الكنائس و المعابد الفرعونية.
لذلك فأنا إن كنت غير راضي عن القرار السويسري فإنني أرى أننا أيضا قد ساهمنا في مسح شخصيتنا و ثقافتنا حتى و لو لم تكن هناك قرارات مماثلة عندنا ... ففي فترة ما ظهرت المصليات و المساجد الموجودة تحت البيوت. و هذا المصلي الذي هو عبارة عن قبو تم تحويلة إلى مكان للصلاة يفتقد إلى أي شكل جمالي و لا يمثل أي إضافة فنية أو ثقافية. و أنا هنا لا أقصد أن أنتقص من دور المصليات الديني, فالإنسان يمكنه الصلاه في أي مكان و الأرض كلها مسجدا طهورا لكننا أيضا لا ننكر أنه من الأفضل أن تقام الصلوات و بخاصة صلاة الجمعة في المساجد الجامعة التي تجمع أكبر قدر من الناس في مكان واحد.
و المساجد ليست وحدها ما يصب في ثقافة الشعوب فالدين بوجه عام يؤثر و يتأثر بالبيئة المحيطة, فحتى إسلوب قرآة القرآن يتأثر بالفن و المقامات الموسيقية المستخدمة في هذا المكان, و القارئ المصري يختلف في قرأته عن مثيله العراقي أو اليمني, لكننا مرة أخري قررنا أن نتخلى عن هويتنا و فضلنا إستيراد قراء من الخليج العربي و تقليدهم و إبتدعنا ما يعرف بإسم التلاوة الشرعية التي تفتقر إلى حلاوة القرآة المصرية الشهيرة. فنحن و دون الحاجة إلى أي قرار سويسري قررنا أن نهجر مصطفي إسماعيل و رفعت و عبد الباسط و فضلنا الإستماع إلى أصوات نشاذ لا تعبر بأي شكل من الأشكال عنا و عن تراثنا.
ففي النهاية أنا ضد القرار السويسري. لكنني أيضا ضد اللا قرار المصري الذي ساهم بشكل أو بأخر في طمس هوية شعب و ثقافته. و إن كان اللوم في سويسرا و غيرها قد يقع على الحكومات فاللوم هنا يقع على الناس.
لكنني قد أختلف معهم ... فالجامع ليس مجرد مكان للصلاة لكنه أيضا مثلة مثل الكنائس رمز ثقافي لأصحابة ... فالجامع المصري يختلف في عمارته عن الجامع الهندي. و حتي في المكان الواحد كل عصر له الطراز الخاص به, فالجوامع المملوكية تختلف عن مثيلاتها العثمانية أو الأيوبية. فعمارة المساجد و ما بها من مكونات الفن الإسلامي هي جزء أساسي من شخصية و ثقافة المكان, مثلها مثل عمارة الكنائس و المعابد الفرعونية.
لذلك فأنا إن كنت غير راضي عن القرار السويسري فإنني أرى أننا أيضا قد ساهمنا في مسح شخصيتنا و ثقافتنا حتى و لو لم تكن هناك قرارات مماثلة عندنا ... ففي فترة ما ظهرت المصليات و المساجد الموجودة تحت البيوت. و هذا المصلي الذي هو عبارة عن قبو تم تحويلة إلى مكان للصلاة يفتقد إلى أي شكل جمالي و لا يمثل أي إضافة فنية أو ثقافية. و أنا هنا لا أقصد أن أنتقص من دور المصليات الديني, فالإنسان يمكنه الصلاه في أي مكان و الأرض كلها مسجدا طهورا لكننا أيضا لا ننكر أنه من الأفضل أن تقام الصلوات و بخاصة صلاة الجمعة في المساجد الجامعة التي تجمع أكبر قدر من الناس في مكان واحد.
و المساجد ليست وحدها ما يصب في ثقافة الشعوب فالدين بوجه عام يؤثر و يتأثر بالبيئة المحيطة, فحتى إسلوب قرآة القرآن يتأثر بالفن و المقامات الموسيقية المستخدمة في هذا المكان, و القارئ المصري يختلف في قرأته عن مثيله العراقي أو اليمني, لكننا مرة أخري قررنا أن نتخلى عن هويتنا و فضلنا إستيراد قراء من الخليج العربي و تقليدهم و إبتدعنا ما يعرف بإسم التلاوة الشرعية التي تفتقر إلى حلاوة القرآة المصرية الشهيرة. فنحن و دون الحاجة إلى أي قرار سويسري قررنا أن نهجر مصطفي إسماعيل و رفعت و عبد الباسط و فضلنا الإستماع إلى أصوات نشاذ لا تعبر بأي شكل من الأشكال عنا و عن تراثنا.
ففي النهاية أنا ضد القرار السويسري. لكنني أيضا ضد اللا قرار المصري الذي ساهم بشكل أو بأخر في طمس هوية شعب و ثقافته. و إن كان اللوم في سويسرا و غيرها قد يقع على الحكومات فاللوم هنا يقع على الناس.
هناك 5 تعليقات:
السلام عليكم
شكرا على التنبيه على هذه الأحداث
و اشارك الرأي في قسوة و تجني هذا القرار كما إننا أتحنا لهم الفرصة بسلبيتنا و ميوعة شيوخ العالم الإسلامي
فمرة حظر الحجاب و مرة النقاب و مرة المئذنة
و ماذا بعد
أتفهم موقفك تماما، ولكن القضية ليست بهذه الأهمية لكي نسقط في فخ لا داعي له.
وكما قلت، شكل المساجد يعتمد على ثقافة المكان والحضارة، في ظني لم تكن المأذنة من العناصر الأساسية لبناء المساجد الا في تاريخ متأخر، فلن يضار المسجد ان كان بمأذنة أو بلاها، بل يضار بعقلية الناس القائمين عليه، ولنا في الآية شرح أوفى لدور المسجد:-
{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108
ولكن الغرض وراء دعوة الحظر تلك واضح اذا نظرت الى الملصقات الملحقة بالدعوة؛
وراءها أولا اسلاموفوبيا يعبر عنها بما يظنه أصحاب الدعوة "رموز" للاسلام وهي المآذن والنقاب (وماهي برموز)
ثانيا غرض استفزازي سيسقط في فخه الكثيرون، وندخل في أزمة مشابهة لأزمة الدنمارك، التي قد تأتي ببعض الخسائر الغير مطلوبة حالياً.
الدين في رأيي ليس بحاجة الى "رموز" و"نفوذ" الخ..
أعجبني هذا الرأي، ووأشاركم في أجزاء كقيرة فيه. مشكلتي الأساسية مع هذا القرار هو المعني الكامن وراءه ألا وهو صعود اليمين المتطرف والعنصرية الكامنة فيه لأسباب كثيرة ليس من بينها المآذن فقط. طبعا هذا لا يعني أني أغفل التطرف عندنا وبالمناسبة أدعوك لقراءة ندوينتي عن هذا بالإنجليزية.
صباح الخير
طروقة( اسمحي ادلعك مادمنا بقينا اصدقاء)
شوفوا بقة انا حاسة بكل الكلام ايلي اتكتب لكن اسمحوا لي انا شايفة الموضوع من زاوية تانية خالص
اولا الإسلام مش محتكر في معمار او ملبس او بلد ، الإسلام منتشر اكثر من كده بكثير بس احنا ايلي مش واخذين با لنا
اقول لكم ازاي الإسلام سلوك يعني لو كل مسلم التزم بسلوكه حيكون رمز للإسلام
وتخيل كم مسلم في كل دولة في العالم
لكن المشكلة اننا مثلا نعمل ثورة ومظاهرات عشان الأجانب مش عاجبهم المسلمين واغراضهم دنيئة من ناحيتنا
لكن ما نعملش نفس رد الفعل لما بلادنا العربية تفتح كابريهات للفسق والزنا
او كازينوهات للقمار
او ممارسة الدعارة بتصريح مثل بعض البلدان العربية
طب بزمتكم ده كلام يعني عايزين نغصب الناس على تذوق واحترام المعمار الأسلامي واحترام مبادئنا الدينيةوان يحترمواالمسلمين واحنا حكامنا بيعملوا كل التصرفات التي تبين لهم ان المسلمين عندهم انفصام في الشخصية
عموما المثل بيقول من حكم في ماله فما ظلم
المهم اننا نحكم في مالنا احنا ونحافظ على تراثنا في كل بلد عربي
والأهم اننا نصدر حبنا لديننا ونحسن سلوكنا حتى يتحدث العالم عننا بل احترام
زي اليابانيين من غير ما يخرجوا من بلدهم فرضوا على العالم احترامهم لنشاطهم وغيرهم من الشعوب كثير إلا المسلمين والعرب بنصدر الصور السيئة عنا وكمان عايزين نفرض الأحترام فرض على البلدان الأخرى
اسفة عصبت شوية عموما الموضوع ده مش بسيط عشان نناقشة في كلمتين دة عايز كتب
وشكرا لطولة بالكم
صديقتكم
مريم
اليمن
أتفق معكم تماما في أننا لا يجب أن نقع في فخ الثورة الغاشمة و حرق الأعلام و إعلان المقاطعة الإقتصادية, خاصة أن المآذن أمر غير ذو أهمية قصوى. لكنني كنت أحاول أن أعلق على الأصوات التي تحاول أن تسفه من دور الثقافة و الفن الإسلامي - بعيدا عن الدين الإسلامي نفسة, فهي ليست مجرد شكليات و لا يجب أن نهمل ما أنتجته الحضارة الإسلامية من ثقافة و فن - تمثل المآذن أحد عناصره هنا - لمجرد أنه ليس من صلب الدين و لا يوجد نص شرعي يصب في مصلحة الحفاظ عليه. أنا في النهاية أتحدث عن ثقافة شعب - بعيدا عن أي مكونات دينية - معرضة للإندثار بعوامل خارجية و عوامل داخلية أكثر منها. فحتى بدون سويسرا قد تخلى المصريين على سبيل المثال عن إنتاجهم في مجال قرآة القرآن و ما لهم من باع فيه مقابل ما يعرف بالقرآة السعودية و الكويتية التي هي في نظري أدنى من القرآة المصرية من الناحية الفنية.
إرسال تعليق