ذهبت إلى مكتبة ديوان بالزمالك لشراء بعض الكتب لكنني لم أجد ما يدفعني لإخراج محفظتي من جيبي فآثرت أن أخرج إيد ورا و إيد قدام, لكنني وجدت عند باب الخروج إعلان عن مهرجان الأفلام المستقلة العاشر الذي ينظمه المركز الثقافي الألماني بوسط البلد. فكرة مشاهدة أفلام مستقلة تعتبر فكرة جذابة لمن لا يجد ضير من المغامرة بوقتة لمشاهدة أفلام لا يمكنه التكهن بجودتها مسبقا, و لكنها في نفس الوقت قد تكون غير جذابة لكثيرين و هو ما أخبرني عنه صدى صوتي حين تسائلت على تويتر إن كان هناك من يريد مصاحبتي للمهرجان و لم تجبني سو طرقعات أصابعي على الكيبورد.
بدأ المهرجان بعرض فيلم "إنت عمري" و هو فيلم قصير عمرة تجاوز العشرين عاما و كان بمثابة فيلم الإفتتاح, لذلك دعونا نتجاوزه بسرعة لنبدأ في إلقاء الضوء على أفلام هذا العام.
كان فيلم "الكشك" للمخرج جهاد عبد الناصر هو أول الأفلام المعروضة, و هو يروي قصة طفل تسرب من المدرسة ليعمل بكشك سجائر بعد أن أقنعه والداه أنه أصبح رجلا الآن و بالتالي لابد أن يترك التعليم و يبدأ في ممارسة العمل. الفيلم بسيط سواء في قصته أو في إخراجه و إن كان ما لفت نظر الحضور هو دمج المخرج للعرائس المتحركة مع الممثلين الذي ساهم في رسم صورة للحلم الذي يداعب الطفل ليصبح كاتبا يوما ما. في المقابل هناك من رأى أن الفيلم فعلا ناقش قضية هامة كالتسرب من التعليم و إن كان تناوله لها كان مباشر إلى حد ما بشكل أقرب لطابع الإعلانات الدعائية التابعة لوزارة الصحة و السكان.
لن أتقيد بالترتيب الزمني لعرض الأفلام لأنني في الحقيقة لا أذكر ترتيبهم, لكنني أظن أن الفيلم التالي كان "يوم حلو" إخراج حابي سعود. الفيلم مدته حوالي عشرة دقائق و يحكي قصة عجوز متصابي إضطرته الظروف لأن يأخذ حفيدته معه إلى البار لمقابلة صديقته, و كيف أن عدم مجيء صديقته و بقاؤه مع الحفيدة في البار قد ساهم في التقريب بينهم و هو ما لم يكن موجودا في البداية. الفيلم مثله مثل معظم الأفلام المعروضة - ربما لضيق ذات اليد و الإمكانيات الإنتاجية لهذه النوعية من الأفلام - قد عابه ضعف الإضائة و التصير بعض الشيء. لكنه في المجمل فيلم مقبول.
فيلم "مشوار" للمخرج أحمد اللوزي و مدته ست دقائق, و هو عن التحرش الجنسي. قد أختلف مع معظم الموجودين في الندوة فقد أعجبتني اللمحات الرمزية في الفيلم كإغلاق المرأة لباب بيتها بعد تعرضها لتلك التجربة حتى و هي نائمة بجوار زوجها. الفيلم أعجبني إلى حد ما.
فيلم "الباب الموارب" للمخرج هشام عمارة, و هذه المرة هو منقول عن قصة للكاتب يحيي حقي, و هو ما وضح في قوة السيناريو و الحوار مقارنة بمعظم الأفلام الأخرى. كادرات المخرج جيدة و لكنها لم تبهرني. الفيلم كقصة ربما هو الأفضل و إن كان عابه أداء الممثلين من وجهة نظري.
فيلم "قبل ٢٣ دقيقة" للمخرجة بيري معتز ربما يكون أقصر الأفلام المعروضة فمدته ثلاث دقائق. أتذكر أن التصوير و الإخراج كانوا جيدين إلى حد كبير و إن كنت حتى الآن لم أفهم الفيلم.
فيلم "زياد سعيد فوزي" للمخرج عصام إسماعيل, في الحقيقة أنا لم أفهم الفيلم و شعرت ببعض الملل أثناء فترة عرضة التي لم تتجاوز الإثنى عشر دقيقة. لكن هناك الكثيرين ممن حولي أعجبهم الفيلم.
فيلم عاطف للمخرج و المدون "عماد ماهر" و هو ربما ثاني أقصر فيلم بمدته التي لم تتجاوز الخمس دقائق. الفيلم خفيف و أعجبتني بشدة جراءة المخرج و قدرته على الإبتكار فإمكانيات الفيلم المستقل لم تسمح له بخلق أمطار و التصوير في الشارع لذلك لجأ للمزج بين الرسم - الجرافيك - و الصورة السينمائية. و بالمناسبة هذا هو العمل الثاني لعماد ماهر بعد فيلمه الأول "لمبة نيون".
فيلم "قرار إزالة" لمخرجه محسن عبد الغني هو فيلم جريء و قد يكون من الأفلام التي أعجبتني من الناحية الإخراجية.
فيلم "صامت" للمخرجة ميسون المصري به الكثير من الفنتازيا و جوه يشبه الأفلام السوداء - فيلم نوار - هو في مجمله فيلم مقبول.
في النهاية كانت هناك بعض الأفلام المعروضة خارج المسابقة إلا أنني لم أشاهد منها سوي "ربيع ٨٩" للمخرجة أيتن أمين و مدير التصوير محمود لطفي و مصممي الملابس و الديكورات التي لا أعرف إسمهم للأسف. و كما لاحظتم فإنني توقفت هنا عند مدير التصوير و مصممي الملابس لأنهم أبهروني بالفعل بجانب مخرجة العمل. فقد نجحوا في خلق جو ثمانينياتي لا تخطئه العين و المخرجة - واضح إنها مجرمة - لم تغب عنها أدق التفاصيل,شكولاته روكيت, أغنية ميال, عربية فيورا, لوليتا, شعار بيبسي القديم. قد تكون توافرت لهذا الفيلم ميزانية أكبر من الأفلام السابقة و هو ما ساهم في خلق تلك الصورة الرائعة لكن كم من أفلام مصرية تكلفت الملايين و لم تكن بتلك الجودة.
في النهاية أنا شخص يجهل أبسط قواعد النقد السينمائي لذلك ما سبق هو مجرد إنطباعاتي عن الأفلام المعروضة. و عموما أنا سعيد بالتجربة و مستعد للمغامرة بوقتي مستقبلا لحضور مهرجانات مشابهة.
بالمناسبة سيتم عرض باقي الأفلام المشاركة غدا - الإثنين - و إن كنت لن أستطيع حضورها. البركة فيكم بقى.
بدأ المهرجان بعرض فيلم "إنت عمري" و هو فيلم قصير عمرة تجاوز العشرين عاما و كان بمثابة فيلم الإفتتاح, لذلك دعونا نتجاوزه بسرعة لنبدأ في إلقاء الضوء على أفلام هذا العام.
كان فيلم "الكشك" للمخرج جهاد عبد الناصر هو أول الأفلام المعروضة, و هو يروي قصة طفل تسرب من المدرسة ليعمل بكشك سجائر بعد أن أقنعه والداه أنه أصبح رجلا الآن و بالتالي لابد أن يترك التعليم و يبدأ في ممارسة العمل. الفيلم بسيط سواء في قصته أو في إخراجه و إن كان ما لفت نظر الحضور هو دمج المخرج للعرائس المتحركة مع الممثلين الذي ساهم في رسم صورة للحلم الذي يداعب الطفل ليصبح كاتبا يوما ما. في المقابل هناك من رأى أن الفيلم فعلا ناقش قضية هامة كالتسرب من التعليم و إن كان تناوله لها كان مباشر إلى حد ما بشكل أقرب لطابع الإعلانات الدعائية التابعة لوزارة الصحة و السكان.
لن أتقيد بالترتيب الزمني لعرض الأفلام لأنني في الحقيقة لا أذكر ترتيبهم, لكنني أظن أن الفيلم التالي كان "يوم حلو" إخراج حابي سعود. الفيلم مدته حوالي عشرة دقائق و يحكي قصة عجوز متصابي إضطرته الظروف لأن يأخذ حفيدته معه إلى البار لمقابلة صديقته, و كيف أن عدم مجيء صديقته و بقاؤه مع الحفيدة في البار قد ساهم في التقريب بينهم و هو ما لم يكن موجودا في البداية. الفيلم مثله مثل معظم الأفلام المعروضة - ربما لضيق ذات اليد و الإمكانيات الإنتاجية لهذه النوعية من الأفلام - قد عابه ضعف الإضائة و التصير بعض الشيء. لكنه في المجمل فيلم مقبول.
فيلم "مشوار" للمخرج أحمد اللوزي و مدته ست دقائق, و هو عن التحرش الجنسي. قد أختلف مع معظم الموجودين في الندوة فقد أعجبتني اللمحات الرمزية في الفيلم كإغلاق المرأة لباب بيتها بعد تعرضها لتلك التجربة حتى و هي نائمة بجوار زوجها. الفيلم أعجبني إلى حد ما.
فيلم "الباب الموارب" للمخرج هشام عمارة, و هذه المرة هو منقول عن قصة للكاتب يحيي حقي, و هو ما وضح في قوة السيناريو و الحوار مقارنة بمعظم الأفلام الأخرى. كادرات المخرج جيدة و لكنها لم تبهرني. الفيلم كقصة ربما هو الأفضل و إن كان عابه أداء الممثلين من وجهة نظري.
فيلم "قبل ٢٣ دقيقة" للمخرجة بيري معتز ربما يكون أقصر الأفلام المعروضة فمدته ثلاث دقائق. أتذكر أن التصوير و الإخراج كانوا جيدين إلى حد كبير و إن كنت حتى الآن لم أفهم الفيلم.
فيلم "زياد سعيد فوزي" للمخرج عصام إسماعيل, في الحقيقة أنا لم أفهم الفيلم و شعرت ببعض الملل أثناء فترة عرضة التي لم تتجاوز الإثنى عشر دقيقة. لكن هناك الكثيرين ممن حولي أعجبهم الفيلم.
فيلم عاطف للمخرج و المدون "عماد ماهر" و هو ربما ثاني أقصر فيلم بمدته التي لم تتجاوز الخمس دقائق. الفيلم خفيف و أعجبتني بشدة جراءة المخرج و قدرته على الإبتكار فإمكانيات الفيلم المستقل لم تسمح له بخلق أمطار و التصوير في الشارع لذلك لجأ للمزج بين الرسم - الجرافيك - و الصورة السينمائية. و بالمناسبة هذا هو العمل الثاني لعماد ماهر بعد فيلمه الأول "لمبة نيون".
فيلم "قرار إزالة" لمخرجه محسن عبد الغني هو فيلم جريء و قد يكون من الأفلام التي أعجبتني من الناحية الإخراجية.
فيلم "صامت" للمخرجة ميسون المصري به الكثير من الفنتازيا و جوه يشبه الأفلام السوداء - فيلم نوار - هو في مجمله فيلم مقبول.
في النهاية كانت هناك بعض الأفلام المعروضة خارج المسابقة إلا أنني لم أشاهد منها سوي "ربيع ٨٩" للمخرجة أيتن أمين و مدير التصوير محمود لطفي و مصممي الملابس و الديكورات التي لا أعرف إسمهم للأسف. و كما لاحظتم فإنني توقفت هنا عند مدير التصوير و مصممي الملابس لأنهم أبهروني بالفعل بجانب مخرجة العمل. فقد نجحوا في خلق جو ثمانينياتي لا تخطئه العين و المخرجة - واضح إنها مجرمة - لم تغب عنها أدق التفاصيل,شكولاته روكيت, أغنية ميال, عربية فيورا, لوليتا, شعار بيبسي القديم. قد تكون توافرت لهذا الفيلم ميزانية أكبر من الأفلام السابقة و هو ما ساهم في خلق تلك الصورة الرائعة لكن كم من أفلام مصرية تكلفت الملايين و لم تكن بتلك الجودة.
في النهاية أنا شخص يجهل أبسط قواعد النقد السينمائي لذلك ما سبق هو مجرد إنطباعاتي عن الأفلام المعروضة. و عموما أنا سعيد بالتجربة و مستعد للمغامرة بوقتي مستقبلا لحضور مهرجانات مشابهة.
بالمناسبة سيتم عرض باقي الأفلام المشاركة غدا - الإثنين - و إن كنت لن أستطيع حضورها. البركة فيكم بقى.