كنت قد كتبت في مقالة سابقة كيف أن حزب الله قد أحرج النظم العربية بضربة لمدن في العمق الإسرائيلي و هو ما عجزت عن فعله الجيوش العربية كلها طوال خمسين عاما من التسلح و القمع و فرض قوانين الطوارئ بدعوى الإستعداد لمجابهة العدو الخارجي. و الأن أحب أن أضيف أنه أحرج بعض المظمات التي تدعي المقاومة أيضا. فلو أخذنا القاعدة على سبيل المثال حيث أن جل خطابها منصب على محاربة إسرائيل و الصهيونية العالمية لكن لو عقدنا مقارنة سريعة هنا سنكتشف أنها لم تقتل أو حتى تستهدف جندي إسرائيلي واحد طوال تاريخها بل إنها قتلت من العرب و المسلمين أكثر بكثير جدا مما قتلت من الأجانب. عكس حزب الله الذي يستهدف الجنود الصهاينة بالأساس و لم يستهدف حتى المدنيين هناك إلا بعد أن إستهدفت إسرائيل المدنيين في لبنان ناهيك طبعا عن عدم إستهدافة للمدنيين في الغرب أو الشرق كما تفعل القاعدة. و هو ما أكسبه شرعية حتى أن الأمم المتحدة إلى الأن لا تستطيع أن تصنفه كمنظمة إرهابة رغم الجهود الأمريكية المستمرة في سبيل ذلك.
هناك تعليقان (2):
كلام موزون
كنت أتمني أن يظل حزب الله علي موقفه من رفض استهداف المدنيين
استهداف المدنيين العشوائي في مدن اسرائيل هو غير أخلاقي ولو تمادت اسرائيل من جهتها
و من الناحية العملية قوي المقاومة تستمد قوتها من احتفاظها دائما بعلو اخلاقي ربما يدفع بعض العقلانيين في صفوف العدو للتعاطف معهم
و تدفع كل الاطراف لاحترامهم و مساندتهم او علي الاقل عدم الاصطفاف ضدهم
و لانه عادة تكون قوي الاحتلال اقدر علي الانتقام و ايذاء المدنيين
و من مصلحة المقاومة الا تدخل في سجال بهذا الشأن
لانها ستكون خاسرة في النهاية
إرسال تعليق